الانتقالي... وتسخين البلاطة

2025-01-04 13:51

 

 

"سخّن البلاطة" .... هنري كيسنجر

 

زار هنري كيسنجر مصر قبل حرب 1973 وكانت حالة الجمود تثقل مصر وشكا له السادات الوضع وان اسرائيل فرضت امر واقع ولن تتزحزح عنه سلميا ودبلوماسيا فقال له: "سخّن البلاطة"!! فكانت حرب اكتوبر وما تلاها

 

كانت حسابات الانتقالي ان ما اجبره على شراكة الشماليين في الشرعية ليس اتفاق الرياض فقط وان كان هذا الاتفاق لو استقرأناه من زاوية اخرى فقد اعطى للانتقالي شرعنة في الشرعية ، بدل الخيار الآخر وهو تصنيفه وقواته مليشيات ، فالشرعية المعترف بها عالميا هي الشرعية التي صدرت بها قرارات دولية وبند سابع وقام تحالف وحرب لاجلها..الخ ضد انقلاب حوثي ، بغض النظر عن دعم ما تحت الطاولة الذي قامت به دول ومنظمات حتى الامم المتحدة لصالح الانقلاب بل كانت موانئ لبلدان مجاورة تستقبل مايحتاجه عسكريا ويمر عبر طرق صحراوية محمية خاضعة للشرعية تعلمها دول التحالف!! وما اجبر الانتقالي على ذلك انه يعلم حقيقة سياسية وقانونية ان الجنوب مازال جزء من قضية اسمها "الجمهورية اليمنية" ومازال الجنوب في سياقها والعالم معترف بها وخروجه -بفرض امر واقع - على هذه الشرعية التي صدرت بها قرارات دولية وفصل سابع يجعل الخروج عن ذلك السياق انقلابا تستقوي فيه اليمننة وطرفيات احزابها بمسمى الشرعية فتقف ضد الجنوب عسكريا وسياسيا بل سيجعلون العالم والاقليم يقف ضده باعتباره انقلابا على الشرعية التي صدرت القرارات لدعمها

لذا فنهج الخيار السياسي رغم الالام وحرب الخدمات التي يمارسونها في الجنوب ما زال خيارا اكثر ضمانا للقضية الجنوبية   

 

في الجانب الاخر فان ما اجبر الشماليين على قبول الشراكة "ان البلاطة كانت ساخنة" في الجنوب فقبلوا وامامهم هدف للشراكة هو افراغها وتحويلها حربا في الجنوب لاعادة "الفرع للاصل" وتفريغ الجنوب من مقاومته وقضيته والسيطرة عليه بصورة "الشراكة" والعمل على دعم الفوضى والإرهاب وتعطيل الخدمات فيه وهو سلاح اخطر من السلاح العسكري وقد نجحت فيه إلى حد كبير بينما كان هدف الانتقالي من الشراكة الحصول على شرعية واعتراف بقضيته وبناء المؤسسات وتوفير الخدمات للمواطن ولم يحقق ذلك لان القرار المالي والإداري وهما "عصب اي ادارة" مازال يدار لصالح القوى الشمالية في الشرعية او طرفياتها مع وجود اختراقات للانتقالي في بعض المحافل لم تصل الى حد الاعتراف بقضيته وبذلك فاستمرار الشراكة بالطريقة الاولى ماخدم الجنوب بل خدم القوى اليمنية

 

الخلاصة /

طالما وان الاستمرار في الشراكة بوضعها الحالي لن يجدي نفعا بقدر مايزيد من كلفة الخسائر على الجنوب وقد تضيع الفرصة امامه للاستفادة من المتغيرات التي تشهدها المنطقة بما يخدم قضيته فان خيار تسخين البلاطة بات ضرورة ملحة لكنه يجب ان يكون مدروسا يأخذ القدرة على التحّكم والسيطرة على كل الابعاد داخليا واقليميا لكي لايتحول الى نتائج كارثية

 

4يناير 2025م