لعنة شعب الجنوب ستطاردكم إلى يوم الدين!

2024-12-31 14:28

 

ـــــــــــــــــــــــ

بين ماض وحاضر، نجد مفارقات كبيرة بين الأنظمة السابقة، بكل ما تحمله من سلبيات وإيجابيات، ورغم مرور الزمن، لا تزال المقارنة بين تلك العهود تثير الأسئلة الكبرى حول العدالة والحكم والتطور، خاصة في جنوبنا.... 

 

"يحكمنا نصراني من لندن ولا مسلم من صنعاء" كلمات قد تبدو غريبة في ظاهرها، لكنها حملت بين طياتها حكمة أثبتتها الأيام والسنوات، 

حين كان الجنوب تحت الاستعمار البريطاني، ورغم كل عيوب الاستعمار، لم يكن المواطن يعاني من الجوع أو الذل. لم يكن البحث عن لقمة العيش يعني التنقيب في حاويات القمامة، لم تكن حقوق الضعفاء تصادر بوحشية، ولم يكن المريض يموت على أبواب المستشفيات بسبب عجزه عن دفع تكاليف العلاج، كان هناك نظام صحي وتعليمي وإداري مستقر، يضمن حياة كريمة للجميع.

 

أين نحن الآن؟

 

بعد 129 عاما من الاستعمار البريطاني، ورث الجنوب نظاماً متكاملاً في التعليم، والصحة، والإدارة، والأمن. ولكن ما الذي بقي من هذا الإرث بعد 30 عاماً فقط من الاحتلال اليمني..! لقد دمر كل شيء جميل، حتى الأخلاقيات، 

أصبح التعليم ينحدر نحو الحضيض، والمساجد التي كانت منارات للهداية تحولت لدى البعض إلى وسائل للاسترزاق، المشافي موجودة، ولكن بلا خدمات حقيقية، الأمن الذي يفترض أن يحمي المواطن، أصبح وسيلة لحماية الفاسدين، والتجارة، رغم مظاهرها العصرية، لا يستطيع المواطن البسيط أن يحظى منها حتى بوجبة تسد رمقه.. 

 

ما حل بجنوبنا منذ الغزو العسكري في صيف 1994 وحتى اليوم، لم يكن أقل من كارثة تاريخية طمست الهوية الجنوبية، وسحق الكادر الوطني، وقتلت الأحلام في مهدها، إنه استعمار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن هذه المرة من الداخل...!

لقد أثبتت الأحداث أن صنعاء واليمن ليست إلا عدوا تاريخياً لأمة الجنوب العربي، فكل المؤامرات والدسائس التي حيكت ضدنا منذ الاستقلال الأول عام 1967م، والجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا، كانت تهدف إلى إضعاف الجنوب ونهب مقدراته، 

إن شعب الجنوب الذي عانى الويلات لن ينسى الظلم الذي تعرض له، ولن تكون هناك أي فرصة للصفح أو التسامح ما دام هذا الوضع قائماً لعنة هذا الشعب العظيم ستطارد الظالمين إلى يوم الدين، وستبقى راية الجنوب مرفوعة رغم كل المحن...!!

 

✍️   ناصر العبيدي