إن الظلم من أكبر الكبائر بل هو الخطيئة الأساسية الكبرى وإن إعجاب الإنسان بالظالم هو الباب الذي سيتسلل منه هذا الخلق الذميم إلى باطنه، فالركون إلى الظالم هو الميل إليه، ولا يميل إلى ظالم إلا من لديه نفس الصفة، فالنفوس والصفات المتشابهة تتجاذب، ومن رأى في نفسه ميلا إلى ظالم عليه أن يبادر بتطهير نفسه من الظلم، والتحلي بنقيضه الفعال، وهو الحقّ المتمثل في العدل والقسط والصدق، وللتطهر من الظلم يجب حمل النفس على البعد عن الذين ظلموا وعن المتصفين بالظلم، كما يجب تحري الحق، والمتمثل في العدل في الحكم والصدق في القول والقيام بالقسط، ومن أجدى ما يمكن الاعتصام به في هذا الأمر ذكر الله بأسماء منظومة الحق: الحق، الملك الحق، الحق المبين.