السعودية أسست المجلس الرئاسي للتفاوض مع الحوثي ومستعدة لتغييره اليوم

2024-11-25 14:11
السعودية أسست المجلس الرئاسي للتفاوض مع الحوثي ومستعدة لتغييره اليوم
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – د خالد الشميري (*) 

في خضم التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة، كان للملف اليمني نصيب كبير من التغيرات التي لم تكن لتحدث إلا خلف الكواليس. فالمفاوضات التي تدور بعيدًا عن الأضواء، وتقديم التنازلات التي تبدو غير متوقعة، هي التي ربما قد تفضي إلى حل أو مخرج يضمن مصالح القوى الكبرى، اليوم، تظهر ‎#السعودية بشكل خاص، أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لتقديم تنازلات قد تدهش المراقبين، في محاولة لإنهاء ما وصفتها بأزمة طال أمدها وأثقلت كاهل التحالف

 

ما يحدث هو أن السعودية طلبت من إيران إقناع الحوثيين بالجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة معها، وأبدت استعدادها لتنفيذ جميع مطالبهم بشرط وحيد هو أن يظهر الاتفاق وكأنه تم بين سلطة الحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي.

 

ورغم كل هذا الا أن الحوثيون رفضوا ذلك طالما بقي المجلس الحالي في المشهد، فجاء الرد السعودي بمرونة لافتة، أبدت فيها موافقة مبدئية على إعادة تشكيل المجلس لتحقيق تقدم ملموس 

 

ما نشهده اليوم خلف الكواليس ليس سوى ترجمة لعام كامل من التحولات السياسية، والتي كان أبرزها التقارب السعودي-الإيراني بوساطة صينية. السياسة هنا تُظهر وجهها البراغماتي، حيث لا مكان للثابت، والتنازلات تُقدم عندما تكون المصالح على المحك.

 

السعودية، وهي التي أسست مجلس القيادة الرئاسي تحت يافطة "التفاوض مع الحوثيين" مستعدة اليوم لتغييره لتخرج بمشهد يخدم صورتها الإقليمية ضمن توجه المملكة في تصفير المشكلات، حتى وإن كان ذلك على حساب شركائها الذين ربما لم يتمكنوا حتى من التقارب فيما بينهم كمجلس رئاسي موحد.

 

لكن يظل السؤال الكبير هو: هل هذه المفاوضات ستنهي الصراع فعلاً أم أنها ستكون فقط مجرد مخرج آمن للمملكة من الأزمة؟ فالسياسة لعبة احتمالات، والبراغماتية اليوم هي سيد الموقف.

 

*- باحث سياسي رئيس مركز الدراسات السياسية #اليمن