إذا سمعتم أننا نحن جيل ماقبل 90 أذكى جيل فلاتصدقوا فنحن أحمق جيل طغت علينا العاطفة فأوردناكم موارد التهلكة..
أذا سمعتم أننا أعظم جيل فلاتصدقوا فنحن أتفه جيل تشرب بفكر القومية فأدخلناكم نفقها المظلم..
الحسنة الوحيدة لجيلنا أننا أسسنا نظام وأمن وأمان إلا أننا أغبى جيل لم يحافظ على تلك الميزة فأدخلناكم بؤرة عميقة من الصراع القبلي المناطقي وأدخلناكم دهاليز ثقافة الشمال العنجهية في الإقصاء والإبعاد والعنصرية واستوردنا لكم عن غباء موروث القبيلة في دولة لافيها نظام ولاثقافة ولا أمن ولا علم كل مافيها بسط ونهب وفيد وتسلط وظلم فاحش وفقر مدقع..
انظروا !.. الشماليين لن يتخلوا عن الوحدة ..
لماذا ؟
لإنهم كانوا يعيشون في واقع أسوأ وأبشع من الواقع الذي كنا نعيشه ولو كان واقعهم أجمل من واقعنا لطالبوا بالإنفصال منذ أول عام للوحدة..
وهاهم اليوم يتشبثون بها بإضافرهم لإن إنفصالنا عنهم يعني عودتهم إلى دياجير الظلام ويريدوننا أن نبقى معهم في نفس الظلمة البشعة..
لكم الحق أن تحاكمونا وسنرضى بحكمكم مرغمين وإذا متنا اتفلوا على قبورنا لإننا جيل أحمق أضعنا دولة كبيرة بثرواتها الوفيرة..
لانلومكم إذا كرهتمونا لإننا كنا نردد في كل صباح شعار بالروح والدم نفديك يايمن..
وما رأينا من اليمننة إلا ظلم وإقصاء وإبعاد وقتل وتهجير خارج الحدود..
لا نلومكم إذا دستم على رؤوسنا بأحذيتكم لإننا كنا نردد في المدارس والجامعات والمعسكرات ونكتب في مراسلاتنا والأوراق الرسمية للدولة الشعار الدائم..
لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية..
فإذا بنا قد فرطنا بوطننا وثرواتنا ..
فرطنا بنظامنا وأمننا العظيم .
وعلاقاتنا الإجتماعية المميزة التي يشهد لها القاصي والداني وكل من دخل الجنوب كان يحسدنا على أمننا واستقرارنا وأسعارنا الثابتة والتعليم والتطبيب المجاني..
فجلبنا لكم الخيبة والمرض والجهل..
جلبنا لكم من الوحدة كل رزايا الدهر وكل آلام العمر..
وكل سوءة جلبناها لكم من ذلك الشعارالقبيح ..
أنين وحسرة وحزن وهم...
وبدون حياء مازلنا نسرد لكم ميزة وعظمة الزمن الذي عشناه ولم نحافظ عليه كي يصلكم فتشكروننا وتدعون لنا بالرحمة والمغفرة لإننا رحّلنا لكم زمنا جميلا عشناه كحلم جميل في ليلة جميلة ثم صحونا على كابوس مؤلم إستوردناه لكم من أرض لايعرفون فيها إلا ذل وقهر ومرض وأوبئة وميكروبات وبكتيريا وأوساخ ومظاهر متخلفة فحلت محل ثقافتنا العريقة ونظامنا الذي لايضاهيه نظام في العالم، وأمننا الذي جعلنا ننام على الأرصفة آمنيين على أنفسنا وأموالنا، وجلبنا لكم الخوف والمرض وكل الأوبئة القادمة من الشمال وكل أوساخ باب اليمن جلبناها لشواطئنا الذهبية الساحرة..
فماذا نقول ؟
هل نعتذر فتعذروا حماقتنا؟
كلا ، لانستحق المعذرة بل نستحق منكم الطرد خارج أسوار الوطن إذا استعدتموه..
إذا سمعتم أورأيتم أن سياسيي الأمس سيستعيدون وطنكم المسلوب فلاتصدقوا.
فالمؤمن لايُلدغ من جحر مرتين..
فهم تلك العجينة التي أدخلتكم النفق المشئوم..
لاخير في من يدعي منهم الوطنية..
ولاخير فينا نحن ونحن من أوردكم جهنم المستعرة..
لكم أنتم فقط وفيكم الأمل أن تصلحوا ما أفسدناه على حين غفلة من حماقتنا..
لكم أنتم الأرض فاحكموها وأصلحوها ولاتبالوا بنا..
إرمونا وراء ظهوركم..
إرجمونا بأحذيتكم..
حاكمونا ..
أنفونا من الأرض..
أحكموا علينا بالطرد الأبدي..
أطردونا من كتبكم..
من سطوركم..
إخلعونا من قلوبكم..
لانسحق أن نكون مثلا أعلا لكم..
إعدوا العدة لثورة عظيمة تليق بمقامكم ..
وبعذاباتكم..
ولاتسلموها لمن ظل هذه السنين العشر يستخدم منصبه لمصلحته..
وينهب الأموال ..
ويبني بها البنايات الشاهقة..
ويكتنزها خارج البلد وأنتم في أشد الحاجة إليها..
لا أمل فيهم فهم كالببغاء مازالوا يرددون الشعار الأحمق القديم الذي أضاعكم وأضاع وطنكم..
مروا من فوقنا فلاتنظروا ألينا فنحن لانستحق منكم نظرة العطف والشفقة...
مروا على رؤوسنا ولاتبالوا بنا..
وإن شئتم حاكمونا واحكموا علينا بما شئتم..
وسنقبل سنقبل سنقبل حكمكم رغم أنوفنا..
وأنفسنا راضية...