نهاية حقبة عائلة عفاش: وثائقي العربية يكشف سقوط الطموحات وتبدد الأحلام

2024-10-23 16:48
نهاية حقبة عائلة عفاش: وثائقي العربية يكشف سقوط الطموحات وتبدد الأحلام
شبوه برس - خـاص - عــدن - المخا

 

*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح

بث قناة العربية قبل ساعات فيلماً وثائقياً عن الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح يمثل تحولاً كبيراً في الخطاب الإعلامي تجاه إرث عائلة صالح وأتباعها. الفيلم وصف صالح بـ"المخلوع"، وأعاد إحياء أحداث مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي، ما يعكس رسالة واضحة بأن عائلة صالح لم تعد جزءاً من مستقبل اليمن، وأن الأمل في عودتهم إلى السلطة هو محض سراب. التوقيت الحساس لبث هذا الوثائقي يشير إلى تقييم إقليمي ودولي صارم لدور تلك العائلة في المشهد اليمني، وتحديداً من قبل المملكة العربية السعودية.

 

هذا الوثائقي لم يكن مجرد إعادة سرد لتاريخ صالح السياسي، بل كان عملية تقييم شاملة لدوره في تدمير اليمن عبر عقود من الحكم، بداية من إزاحة المنافسين مثل الحمدي، مروراً بانقلابه على اتفاقيات دول الخليج، وصولاً إلى الانهيار الذي يعيشه اليمن اليوم. الفيلم وضع النقاط على الحروف، وأشار بشكل مباشر إلى أن صالح كان سبباً رئيسياً في الأزمات المتلاحقة التي تعصف باليمن، وأعاد طرح مواقف لم يتم تناولها بهذا الوضوح من قبل.

 

الفلم كشف دورة في مقتل الرئيس الحمدي هو خطوة غير مسبوقة في التعامل مع تاريخه السياسي، إذ يُظهر أن تركة صالح كانت مبنية على الدماء والانقلابات. هذا التفصيل هو جزء من رسالة أوسع بأن صالح لم يكن سوى عقبة أمام استقرار اليمن، وأن عهده كان مليئاً بالخيانة والتحالفات الفاشلة، خصوصاً مع دول الخليج التي سعى في مراحل مختلفة للانقلاب على مبادراتها.

 

أما الرسالة الأوضح فهي أن المملكة العربية السعودية، التي لطالما كانت الحليف الأبرز لليمن والسند الحقيقي لليمنيين، لم تعد ترى في عائلة صالح أو أتباعها أي أمل للعودة إلى المشهد السياسي. أحمد علي، الذي كان يعتبره البعض خليفة محتملاً لوالده، أصبح خارج الحسابات تماماً. لم يعد هناك أي رهان على قدرته أو رغبة في إعادة دوره السياسي، بعد أن فقد الدعم الإقليمي والشعبي وفشل في تقديم أي رؤية ملموسة لمستقبل اليمن.

 

طارق عفاش، الذي كان يعتقد أن تمركزه في الساحل التهامي سيسمح له بالعودة إلى السلطة، قد تبخرت آماله هو الآخر. 

 

الوثائقي يظهر بوضوح أن طارق، مثل أحمد، فشل في استغلال الفرص التي منحها له التحالف العربي. بدلاً من بناء شراكة حقيقية مع القوى الحية مع أهل الأرض، تورط طارق في أعمال لا تصب في مصلحة اليمن، بما في ذلك أنشطة مشبوهة كتهريب الأسلحة والمخدرات، ما جعله يفقد ثقة الأطراف الداعمة له في المنطقة.

 

وفيما تتصاعد التحديات الإقليمية والدولية، نجد أن المملكة العربية السعودية قد بدأت تتخذ مواقف حازمة تجاه القيادات الفاشلة في اليمن. وبينما تسعى الرياض إلى بناء مستقبل جديد للمنطقة ودعم القيادة الشرعية اليمنية المتمثلة في الرئيس رشاد العليمي، تتهاوى أحلام عائلة صالح وأتباعهم. لم يعد هناك مكان لأولئك الذين فشلوا في استثمار الفرص السياسية، واليمن لن يكون رهينة بيد من عاثوا فيه فساداً لسنوات طويلة.

 

رسالة الوثائقي لم تكن موجهة فقط إلى عائلة عفاش، بل إلى كل من يعتقد أنه قادر على خداع السعودية أو المجتمع الدولي. المملكة تقود الآن مرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة، وتتلقى إشادات دولية على دورها الفاعل في حل الأزمات الإقليمية والدولية . 

 

توجه الرياض نحو الحلول المستدامة يضع عائلة صالح وأتباعها خارج اللعبة السياسية بشكل نهائي. السعودية باتت ترى المستقبل في القيادات اليمنية الجديدة التي تمتلك الكفاءة والقدرة على قيادة البلاد نحو الاستقرار، وليس في الشخصيات التي أثبتت فشلها مراراً وتكراراً.

 

عائلة صالح اعتقدت أن بإمكانها خداع المملكة والاستفادة من تحالفات ماضية، لكن الحقائق على الأرض تثبت غير ذلك. السعودية، التي تقود اليوم جهوداً عالمية لحل الأزمات، لن تعيد الكرة مع من خانوا الثقة. التحالف العربي يدرك تماماً أن عائلة صالح وأتباعها ليسوا سوى جزء من ماضٍ أليم، وأن المستقبل هو للقيادات التي تلتزم بمصلحة اليمن واستقراره.

 

كتبت قبل أيام مقالأ وقلت أن عهد عائلة عفاش قد انتهى، وأن دور طارق عفاش في الساحل التهامي على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. الفشل الذي أظهره طارق في استغلال الفرصة التي منحها له التحالف بات واضحاً، وحان الوقت لأن يغادر المشهد، بينما يتم إعداد قيادات جديدة أكثر كفاءة لإدارة الساحل التهامي وقيادة معركة تحرير اليمن. المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب، وتقيم جميع القيادات، ولن تدعم الفاشلين مرة أخرى. إنها لحظة فاصلة في تاريخ اليمن، ورسالة قوية بأن المستقبل فقط للقيادات الحقيقية التي تحمل مشروعاً وطنياً يخدم اليمن الاتحادي الجديد.