طارق صالح: خنجر خفي لإعادة بناء قدرات الحوثيين وتهديد استقرار المنطقة

2024-10-05 14:30
طارق صالح: خنجر خفي لإعادة بناء قدرات الحوثيين وتهديد استقرار المنطقة
شبوه برس - خـاص - عــدن - المخا

 

*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح 

طارق صالح لم يكن مجرد شريك مؤقت أو داعم في الساحل التهامي، بل كان حجر الزاوية في استراتيجية خفية تهدف إلى إعادة بناء قدرات الحوثيين العسكرية وتعزيز نفوذهم في المنطقة. منذ اللحظة الأولى لدخوله الساحل، لم تكن تحركاته تهدف إلى تحرير صنعاء أو دعم القوات الوطنية، بل كانت موجهة نحو تفكيك القوة الحية المتمثلة في المقاومة التهامية وفرض سيطرة شاملة على الجزر الاستراتيجية والمواقع الحساسة.

 

طارق لم يأتِ إلى الساحل كشريك في معركة تحرير صنعاء ، بل كمنفذ لخطة خبيثة تسعى إلى إعادة تمكين الحوثيين بطرق أكثر تعقيدًا. وأكبر دليل على ذلك هو ما فعله في الشهور الأولى من وصوله؛ حيث قام بتفكيك المقاومة التهامية التي كانت قد بدأت في تدمير قدرات الحوثيين ونجحت في إغلاق طرق التهريب التي كانت تمر عبر باب المندب والساحل التهامي. هذا التفكيك لم يكن عشوائيًا أو عارضًا، بل جاء ضمن خطة محكمة للسيطرة على المنطقة، وضمان أن تصبح أدوات التهريب مفتوحة مجددا لصالح الحوثيين.

 

الجزر الاستراتيجية، التي كانت تحت سيطرة المقاومة التهامية، أصبحت في قبضة طارق صالح بشكل كامل. قام بأقصاء أبناء تهامة واستبدالهم بجنود موالين له، ينتمون إلى طائفته الزيدية، لضمان ولائهم الكامل في تنفيذ عمليات التهريب وإعادة تسليح الحوثيين. هذه السيطرة على الجزر كانت خطوة أساسية في تحرك طارق للهيمنة على المنطقة، وجعلها قاعدة لوجستية لتمرير الطائرات المسيرة والأسلحة المفككة التي يتم نقلها بطرق سرية إلى الحوثيين.

 

أحد أخطر ما قام به طارق صالح هو تفريغ جهاز خفر السواحل من دوره الحقيقي وجعله قوة صورية فقط، غير قادرة على التصدي لأي عمليات تهريب أو حماية السواحل. هذه الخطوة جاءت ضمن مخططه لضمان أن تظل خطوط التهريب البحرية مفتوحة تحت غطاء شرعي ظاهري، بينما تتحرك شحنات الأسلحة والطائرات المسيرة بحرية عبر الساحل. وفي الواقع، لم يعد لخفر السواحل أي دور فعلي في حماية السواحل، بل أصبح مجرد واجهة فارغة، لا تحرك ساكنا تجاه التهديدات المتزايدة التي تمر عبر البحر لصالح الحوثيين.

 

الخطر الذي يمثله طارق صالح لا يتوقف عند مجرد تسهيل التهريب أو السيطرة على الجزر، بل يتجاوز ذلك إلى كونه المحرك الرئيسي لإعادة بناء قدرات الحوثيين التسلحية على مدى السنوات الماضية. هذا التحالف الخفي، الذي يعتمد على الانتماء المذهبي المشترك بين طارق والحوثيين، سمح له بالاستحواذ على الموارد والتمكين من المواقع الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة القوات الوطنية ( العمالقة - التهامية ).

 

ف طارق صالح لم يكن أبداً مجرد قائد يسعى لتحرير صنعاء ، بل هو جزء من مخطط طويل الأمد يستهدف استقرار المنطقة بأسرها. عبر تحركاته المدروسة، وتفكيك القوى الوطنية الحقيقية، والسيطرة على الجزر والمواقع الاستراتيجية، أصبح طارق الخنجر الذي يُستخدم لضرب الاستقرار وزعزعة المنطقة من الداخل. دوره في تمكين الحوثيين، وإعادة بناء قوتهم العسكرية، يجعل من وجوده في الساحل التهامي خطراً لا يمكن تجاهله، حيث يواصل تنفيذ أجندة إقليمية تهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل غير مسبوق.

 

للحديث بقية ..