كنيسة سانت ماري جاريسن (المجلس التشريعي لعدن).. (صور)

2024-10-04 18:32
كنيسة سانت ماري جاريسن (المجلس التشريعي لعدن).. (صور)
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – عبدالله سعيد القروة

كثيرون لايعرفون شيئاً عن هذا المبنى المتربع فوق الجبل المطل على مدينة كريتر مقابل مبنى البنك الأهلي ومسجد ابان.

هذه الكنيسة البروتستانتية بنيت على انقاض كنيسة كاثوليكية قديمة كانت في نفس المكان بناها الإنجليز عام 1867م تتسع لحوالي 350 شخص وكانوا يقيمون فيها الصلوات وتقرع اجراسها يوم الأحد.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م دعى حاكم عدن "السير ريجنالد شامبيون" الى اجتماع لوجهاء عدن ورجال الدين فيها. وكانت عدن تحوي المسلمين المسيحيين واليهود والمجوس والبوذيين والهندوس.

في هذا الاجتماع حضر الشيخ "علي محمد باحميش" والشيخ "محمد سالم البيحاني" والمنصب "العيدروس" وكان هدف الاجتماع هو خلق نوع من التعايش بين الأديان المختلفة.

وقف باحميش متحدثا في اللقاء فقال :

"اذا كنتوا حريصين ان تفتحوا صفحة جديدة في المساواة بين الأديان وفق مبدأ التعايش يجب عليكم الغاء التمييز الذي تحضى به كنيسة ماري جارسين، فليس من العدل ان تستفز هذه الكنيسة جميع الأديان بسبب موقعها فوق الجميع في هذا التل المرتفع، لأن هذا يتناقض مع ما تطلبه سيادة الحاكم.

ولعل الجميع يتفقون معي في هذا الرأي وكذلك معبد "الصمت" الخاص بالطائفة الزرادشية الفارسية الذي يقع في أعلى جبل "البوميس". لذلك يجب مساواة الحقوق بين الجميع وإلا فلا داعي لهذا الإجتماع."...... 

وقف الجميع لهذه الكلمة يصفقون مؤيدين لباحميش المعروف انه شخصية دينية معتدلة وهو مدير مدرسة بازرعة بعدن وامام وخطيب مسجد ابو الليل في كريتر.

بعدما سمع الحاكم مداخلة باحميش وعد بنقل ذلك الى السلطان في بريطانيا لاتخاذ القرار بذلك.

بعد حوالي شهر جاءت الموافقة على الغاء الصلاة في الكنيسة كمساواة بين الأديان وعدم التمييز كذلك الغاء معبد الصمت في "البوميس" ونقل الشعائر في مواقع أخرى مناسبة.

تحول مبنى الكنيسة الى مقر "للمجلس التشريعي" الذي يدير شؤون عدن والمحميات المجاورة لها.

المصدر/ الأرشيف البريطاني

عبدالله سعيد القروة

4 اكتوبر 2024