كتب الكاتب صالح شائف حسين في مقاله تعابعها "العين الثالثة" بعنوان "بالدفاع عن ذاتنا الوطنية الجامعة ستتجسد وحدتنا الجنوبية"، تحليلاً معمقًا للتحديات التي تواجه الجنوب على المستويات الوطنية والسياسية والاجتماعية.
تناول الكاتب تشابك الأوضاع المعقدة التي يعاني منها المواطن الجنوبي، سواء من الناحية المعيشية أو السياسية، مبرزًا التحديات الداخلية والخارجية التي ساهمت في تعقيد المشهد العام.
الوضع السياسي المعقد في الجنوب
أكد الكاتب أن الأوضاع في الجنوب أصبحت صعبة على الفهم والاستيعاب، مشيرًا إلى أن هذه التعقيدات أثرت بشكل كبير على العقل الجمعي السياسي، الذي يجد نفسه في حالة من الإرباك والعجز عن الوصول إلى استنتاجات واضحة ومقنعة بشأن مستقبل الجنوب. وأوضح أن المشهد السياسي في الجنوب أصبح مشوشًا بسبب تداخل مجموعة من العوامل المؤثرة.
العوامل المؤثرة في المشهد الجنوبي
أشار الكاتب إلى عدة أسباب وعوامل أدت إلى هذا التشابك، ومنها:
التدخلات الخارجية والاختراقات الداخلية: تعرض الجنوب لاختراقات وتدخلات من قبل جهات متعددة، بعضها اكتسب شرعية رسمية، فيما تحركت جهات أخرى بشكل غير مباشر لتحقيق مصالح خاصة. وأصبح المال السياسي أداة مهمة للتأثير في المشهد السياسي، حيث استخدمته بعض الأطراف للتنافس والتأثير على الأوضاع في الجنوب، ما أضر بالمصلحة العامة.
غياب النظام المركزي للدولة اليمنية: تحدث الكاتب عن حالة التصدع التي أصابت النظام اليمني المعترف به دوليًا، حيث غابت بعض مؤسسات الدولة عن المشهد الجنوبي، بينما تحولت إدارات أخرى إلى إقطاعيات حزبية أو عائلية، مما أدى إلى تفشي الفساد. أضاف أن بعض أطراف الشرعية اليمنية اتخذت من الجنوب هدفًا لمحاربتها، بدلًا من مواجهة الانقلاب في الشمال.
الحوار الوطني الجنوبي: تناول الكاتب قضية الحوار الوطني الجنوبي الذي أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي، وأشاد بالميثاق الوطني الجنوبي كإطار جامع لتوحيد الصفوف، ومع ذلك، أشار إلى أن استكمال هذا الحوار بات أمرًا ملحًا لتشمل كافة الأطراف الجنوبية، مؤكدًا على حق الجميع في المشاركة وصياغة رؤاهم بما يتماشى مع مصالح الجنوب.
دعوة لاستكمال الحوار الوطني
في هذا السياق، شدد الكاتب على أهمية استكمال الحوار الوطني الجنوبي، الذي بدأه المجلس الانتقالي الجنوبي، لضمان تمثيل كافة الأطراف والمكونات الجنوبية.
وأكد على ضرورة عدم تهميش أي طرف أو استبعاده، وأن الحوار يجب أن يكون مفتوحًا أمام الجميع. وأضاف أن إقرار الميثاق الوطني الجنوبي يجب أن يكون نقطة انطلاق لتعزيز الوحدة الجنوبية والتمسك بالمصالح العليا للجنوب.
التحديات المستقبلية
اختتم الكاتب مقالته بتأكيده على أن الوحدة الجنوبية المنشودة لن تتحقق إلا من خلال الدفاع عن الذات الوطنية الجنوبية الجامعة، التي يجب أن تكون أساسًا للتوافق الوطني.
وحذر من أن استمرار التباينات والاختلافات الداخلية سيسمح للأطراف الخارجية بالتدخل بشكل أكبر، مما يهدد مستقبل الجنوب واستقراره.
ويعكس مقال صالح شائف صورة معقدة عن المشهد الجنوبي الحالي، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في تعزيز الوحدة الداخلية واستكمال الحوار الوطني.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن القوى الجنوبية من تجاوز التحديات الراهنة وتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة؟