نحن، جيل "الكمبيوتر"، كنا نوعًا ما محصّنين، لأننا تدرجنا مع التكنولوجيا منذ أيام الإنترنت البطيء "دايل أب"، واستخدام ويندوز 98، ومنصات مثل ياهو، مكتوب، وماسنجر الهوت.ميل. المنتديات الحوارية، كانت فترة من التفاعل الرقمي المتأني والسلس، بينما اليوم، الطفل أو المراهق، بمجرد أن يلمس هاتفًا، يجد نفسه أمام مئات الفيديوهات ذات المحتوى الهابط والغير مفيد.
في زمننا الحالي، أصبح المحتوى المقدم على مواقع التواصل الاجتماعي كالغثاء، . ومع تعدد المنصات، انتشرت التفاهات بشكل لافت، وكل شخص يسعى خلف الشهرة، الترند، الأرباح، أو زيادة المتابعين، بغض النظر عن نوعية أو قيمة المحتوى الذي يقدمه. هذا الوضع، يشكل خطرًا كبيرًا على الأجيال القادمة.
الأخطر من ذلك أن الكثير ممن صاروا رموزًا على منصات التواصل الاجتماعي أو حصدوا شهرة واسعة هم في الحقيقة شخصيات تافهة لا تملك من التعليم أو العلم شيئًا، ولم تقدم أي شيء يُفيد المجتمع. هؤلاء "النجوم" الجدد أصبحوا القدوة التي يتطلع إليها الأطفال والمراهقون، ويتخذونهم رموزًا يُحتذى بها، مما يجعلهم جزءًا من عملية تكوين شخصياتهم وتشكيل قيمهم.
هذا الأمر يُنذر بخطر كبير على مستقبلهم، حيث أن الإعجاب والتأثر بهكذا شخصيات قد يقودهم إلى تبني سلوكيات وقيم سطحية ومضللة، تُضعف من فرصهم في بناء شخصيات واعية وناضجة.
ومع هذا الانفلات، يتحول الهاتف الذكي إلى نافذة مفتوحة على عالم مليء بالمحتويات غير اللائقة التي تُعرض على الأطفال والمراهقين دون ضوابط أو معايير، مما يهدد بتشويه القيم والتأثير السلبي على سلوكياته وتوجهاتهم.
نسأل الله السلامة.
#ياسر_اليافعي