تهامة الحية في مواجهة أبو حورية والعنصرية وأوهام المال

2024-09-07 14:52
تهامة الحية في مواجهة أبو حورية والعنصرية وأوهام المال
شبوه برس - خـاص - عــدن - المخا

 

*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح 

دائما ما تظهر شخصيات توظف المال والنفوذ لتحقيق أهدافها الخاصة، ولعل الدكتور عبد الله أبو حورية، المعروف بكرهه العميق لتهامة وأهلها، هو أحد أبرز هؤلاء. هذا الرجل الذي لا يرى في العالم شيئا لا يمكن شراؤه بالمال، يُمثل الفكر المادي الذي يتنكر للكرامة الإنسانية ويقلل من قيمة الشعوب والأوطان.

 

في إحدى المؤتمرات الدولية، كشف أبو حورية عن نواياه الحقيقية تجاه تهامة عندما قال للقائد التهامي: "بالمال سوف نشتري كل من حولك، وأقاتلك بأبناء جلدتك". رد القائد التهامي كان قاطعا: "لا تموت قضية وراءها شعب حي، وتهامة حية برجالها المخلصين، ولن تشتري بمالك إلا المتبذلين ومن ليس له ولاء لتهامة، ويرتبط بها بالاسم فقط". هذا الرد يكشف عن الروح العالية التي يتمتع بها أبناء تهامة، التي لا يمكن كسرها بالمال أو السلطة.

 

أبو حورية يمثل ذلك النموذج الفج للذين يعتقدون أن كل شيء في الحياة يمكن شراؤه، وأن الولاء والكرامة مجرد سلعة في السوق. لكنه ينسى أن هناك أمورًا لا تشترى، وأن الشعوب الحرة لا تخضع لأي شكل من أشكال البيع والشراء. هذه الفكرة العنصرية التي يتبناها أبو حورية، ترى في تهامة وأهلها مجرد أدوات يمكن التلاعب بها بالمال، وكأنهم مجموعة من المرتزقة الذين لا يملكون قيما أو انتماء.

 

فالنظرة الدونية التي يحملها أبو حورية تجاه أبناء تهامة ليست جديدة، فهي امتداد للفكر العنصري الذي توارثه عن والده. ومن الواضح أن هذا الحقد التاريخي يتغذى على إرث من التمييز والاستعلاء. أبو حورية، الرجل الثاني بعد طارق صالح، يحمل نفس الأجندة التي تهدف إلى استغلال تهامة وأهلها لتنفيذ مصالح شخصية وسياسية ضيقة. ولكن، على الرغم من محاولاته الحثيثة لتفكيك المجتمع التهامي من الداخل باستخدام المال والإغراءات، فإنه يواجه جدارا صلبًا من الرفض والكرامة.

 

ورث أبو حورية كراهية تهامة من والده، الذي كان يومًا ما في صفوف الإمامة ضد الجمهورية، وأعاد هذه الكراهية إلى الواجهة من خلال دوره الحالي إلى جانب طارق صالح. أبو حورية ليس إلا أداة في يد طارق، الذي يسعى لتحقيق طموحات قديمة مستغلًا إرث والده من الحقد والكراهية. طارق وأبو حورية، كلاهما مشروع هدفه السيطرة على تهامة عبر التلاعب بالمشاعر واستغلال المال والنفوذ.

 

لكن تهامة ليست الأرض التي يمكن لأي عميل أو مرتزق أن يعبث بها، وليست تلك البوابة التي يعود منها الظالمون لتحقيق أحلامهم المشبوهة. تهامة حية برجالها الأوفياء الذين يرفضون الاستسلام للمال أو الإغراءات. هؤلاء الذين قدموا دماءهم وأرواحهم فداءً لأرضهم وشعبهم، لن يسمحوا لأبو حورية أو لأي شخص آخر بتدنيس كرامتهم.

 

ما يحاول أبو حورية فعله هو تحريف التاريخ واستخدام المال لإعادة بناء واقع زائف يخدم أجندات طارق صالح. لكنه يواجه حقيقة قاسية؛ وهي أن أبناء تهامة لا يُشترون، وأن كرامتهم لا تخضع للمزايدات. هذه الأرض التي سُقيت بدماء الأحرار لن تقبل أن تباع أو تشترى.

 

الأمر الأكثر إيلامًا في موقف أبو حورية هو اعتقاده أن بإمكانه استخدام أبناء تهامة ضد بعضهم البعض. يتخيل أن المال سيشتري النفوس والولاءات، متجاهلًا أن الروابط التي تجمع أبناء تهامة أعمق بكثير من مجرد الاسم أو المال. ولن يتمكن أبو حورية من شراء ولاء أي شخص إلا أولئك الذين باعوا كرامتهم منذ البداية، والذين لا يملكون أي انتماء حقيقي لهذه الأرض.

 

العنصرية التي يمارسها أبو حورية تتجلى في كل خطوة يتخذها. فهو ينظر إلى تهامة وأهلها بازدراء، وكأنهم لا يستحقون إلا القهر والتهميش. هذا الفكر العنصري هو جزء من تراثه العائلي، الذي تغذى على الكراهية والظلم. ولكن أبناء تهامة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه المحاولات الرخيصة لتقسيمهم أو التلاعب بهم.

 

اليوم، تهامة هي رمز للكرامة والصمود في وجه محاولات الاستغلال والهيمنة. تهامة اليوم حية بقوة رجالها المخلصين، ولن تسمح لأي شخص بالعودة إلى الماضي عبرها. فالمستقبل لا يُكتب بالمال أو القوة، بل بالإرادة الحرة والشعوب الحية التي لا تخضع لأي نوع من الابتزاز.