يمر الوطن بجنوب جزيرة العرب بمنعطفات لم يمر بها من قبل، لا تقل خطورة عن غزة وما يجري بها من ابادة بشرية وان تغيرت آلية قوى الاحتلال فيهما لكن الاهداف واحدة لطمس التاريخ والهوية وإن تجانست فيه جنسية العدو ذات الصبغة الاجنبية الحاقدة والعقائدية التلمودية والاثني عشرية في عدائها على الاسلام وخاصة السنية منها، وشراكتهما في تصدير الارهاب والاعداد له والعداء على المقدسات الاسلامية قبلتا المسلمين.. مسجد الاقصى القبلة الاولى في القدس المباركة ثم بعد ذلك الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.. لحقد اجمع واجتمع بالصدور بين اليهود والمجوس..
صورة واحدة لم تتغير في حيي بن أخطب اليهودي وعبدالله بن سبأ اليهودي لعنهما الله. اهداف توحدت وأجتمعت عليه في التخطيط والتنفيذ والدهاء والمكر اليهودي وان بعدت الازمان و المسافات إلا ان القلوب بينهما قد تقاربت حتى وان ادعيا بالاسلام وتظاهرا عليه كما فعل عبدالله بن أبي كبير المنافقين.
تحتل غزة موقعا استراتيجيا هاما ورابطا مهما للتجارة العالمية بين القارات وكذلك جنوب الجزيرة العربية التي تعتبر نقطة الوصل بين القارات.
فالحرب اذن التي تشن على الجنوب العربي ليست حربا حديثة العهد وإنما حربا عقائدية في طابعها وطمسا لتاريخها وهويتها وعاداتها وتقاليدها كما فعل لفلسطين عامة وغزة اليوم.
إن أحداث التاريخ طوال عصوره إلهام لمن أراد معرفة حقائق الاحداث والصراعات من ناحية الاهداف المرجوة تحقيقها وطريقة آلية التنفيذ لتمزيق النسيج أولا بمكونات تتخذ كوسيلة الى تحقيق ما يرمى إليه واستغلالا للظروف المعيشية الملموسة للناس اجمع وذلك عبر نقاط الضعف فيه لزعزعة النسيج الاجتماعي وخلخلته من الداخل ثم الانقضاض عليه عند ضعفه بعد فقدان قوته.. للامعان والتدقيق لوجه الشبه في ماضيها وحاضرها.
لا شك ان تعدد المكونات هنا وهناك ودخول بعض الانتماءات في اللعبة القذرة في موالاة ذاك وذاك لتأجيج الفرقة لخلق نوع من الكراهية والتمزق جدير لاضعاف الوطن وخلخلته من الداخل تمهيدا لحرب قادمة ليست ببعيدة عنا خاصة في وقت توفرت فيه مقومات الحصول على المال والسلاح للعدو وفي ظل ظروف هيأت له سهولة نشر الاشاعات المرسومة والمدروسة بدقة متناهية يعطيها القدرة على اختراق عقول معظم فئات شرائح المجتمع تجعلها مساعدة وشريكة في النشر على نطاق واسع سواء بقصد أو بقصد أستفسار حول صحة الاشاعة أو من عدمها لكنها في كل الاحوال قد اخذت نسبة من الاتساع.
وان خطورة تعدد المكونات تكمن في اعداد الشباب بالفئة الناشطة التي تعتبر الفئة الرئيسية في نهضة الوطن ونموه وإرتقائه مستغلا بذلك ارتفاع معدل البطالة بين الشباب للتوجه بهم نحو معسكرات تجنيدية فاقدة للشروط والمعايير العسكرية والرسمية مما يجعلها عرضة لادخالها وإقحامها في صراعات لا احد فيها منتصرا بل الجميع خاسر لاستنزاف الارواح والمال وضياع للوطن وثروته الوطنية الحقيقية في أبنائه وتمييع للقضية الجنوبية المشروعة الحقة.
إنها الإبادة في صورتها الجديدة وحلتها الخبيثة التي تحمل الشر للجميع.. فالتاريخ يعيد نفسه من جديد وان تجددت الوجوه ولكن ما تلبث أن تسقط الاقنعة ويكشف الزيف وتتكرر المشاهد مما يؤكد أن هناك من يحركها، لمهام تجتمع عليها تحت ظلال العصى الغليظة ما تلبث ان تزول بمجرد تحرك الظلال عنها.
امام هذا.. فإن الجنوب عصي على أعدائه ولن يناله أحد مهما حيكت المؤامرات وتعاظمت الأهوال من تضييق للحالة المعيشية لتركيعه وخلق عدم الثقة بينه وبين قيادته في ميدان المعركة لابادته لتمرير خارطة الطريق الهالكة لمحو هويته.. وهذا والله لن يكون ولن تكون العودة الى باب اليمن ثانية، واننا على العهد عنه لن نحيد.
الوطن وطني والارض ارضي والتراب ترابي والظلال سمائي والبحر بحري والماء مائي.. لقد خلقني الله حرا وسأموت حرا فيها.. لست مملوكا لأحد ومن حقي ان ادافع عن حياض وطني وأهلي بأي كيفية أراها بلا تقييد من احد أو شرط.. قيادتنا الجنوبية خط أحمر ولن نسمح لاحد المساس بها.. والجنوب بيت الجنوبيين وحدهم دون غيرهم لا يشاركهم في الوطن سواهم.