الإشكالية الكبرى لدى دعاة اليمننة بكل اوجهها القبيحة، التي يتم تجاهلها عمداً، تتجلى في التناقض الصارخ بين عنصرية وطائفية صنعاء وحاكمها الحوثي الذي يجسدها بما يسمى ولاية السيد الحوثي، واعتباره ولي الله على الارض مستلهما ذلك من ولاية مرشد إيران، وبين حملة مشروع فرض الوحدة في الشرعية الذي اثبت فشله ومع ذلك يصرون على حمله بعدما فشلوا في الدفاع عنه في صنعاء نفسها.
هناك في الشرعية من يتصور القدرة على إخضاع الجنوبيين وفرض واقع عليهم يلبي حاجة المركز المقدس في صنعاء في إبقاء هيمنتها على الجميع، والإشكالية الكبيرة أن الحوثي لم يعد يرى انه يحتاج إلى لبس قفازات من الحرير كما كان رموز الزيدية القبلية والعسكرية يفعلونها للتعامل مع سكان اليمن الأسفل واستخدامهم كأدوات للهيمنة على باقي المناطق، وهنا يظهر مدى فقدان حاسة تقييم الزمن في العقل السياسي لممثلي اليمن الأسفل الحاضرون في الشرعية ومعهم بعض المتيمننين من الجنوب، الذين اضحوا كالشاقي من غير مقابل في خدمة صنعاء الحوثي متجاهلين مصالح ملايين اللاجئين من أبناء مناطقهم في الجنوب.
هذه الحقائق وما فيها من تعقيدات أبقت الصراع الأساسي دون تغيير الكثير من الأمور فيه، ليترسخ يوما بعد يوم كصراع بين الجنوب واليمن.
د. حسين لقور #بن_عيدان