الحقوق قبل الجغرافيا: تهامة والإقصاء - ضرورة الاستقلال أو الحكم الذاتي

2024-07-27 00:36
الحقوق قبل الجغرافيا: تهامة والإقصاء - ضرورة الاستقلال أو الحكم الذاتي
شبوه برس - خـاص - عــدن - المخا

 

*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح 

في ظل المشهد السياسي المعقد في اليمن، تبرز قضية تهامة كأحد أبرز الأمثلة على تجاهل الحقوق الأساسية. لتهامة، برغم موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر وثرائها الثقافي والتاريخي، تعاني من الإقصاء والتسلط من قبل القوى السياسية المسيطرة ( الهضبة ) . بالنسبة لأبناء تهامة، يصبح السؤال حول أهمية وحدة الجغرافيا هامشياً عندما تُنتهك حقوقهم الأساسية. 

 

مشكلة تهامة في الإقصاء المتواصل الذي يعاني منه سكانها الأصليين منذ اكثر من مائة عام . ولم يعد من المفيد التمسك بوحدة جغرافية زائفة بينما يُحرم أبناؤها من حقوقهم في المشاركة الفعلية وصنع القرار. فالحقوق والعدالة هي الأولوية القصوى، وطالما أن القوى السياسية المركزية تتجاهل مطالب تهامة، يصبح تحقيق الاستقلال أو الحكم الذاتي ضرورة ملحة.

 

إذا كانت الوسيلة لتحقيق هذه الحقوق هي الاستقلال الكامل، فإن أبناء تهامة يجب أن يكونوا مستعدين لدعم هذا الخيار بشدة. ويجب أن يكون هناك حراك دبلوماسي فعال يتوجه نحو المجتمع الدولي والدول الإقليمية لإقناعهم بأن استقلال تهامة ليس فقط حقاً للتهاميين، بل هو أيضاً خطوة نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي والأمني. إن الموقع الاستراتيجي لتهامة على البحر الأحمر يجعل من مصلحة المجتمع الدولي دعم هذا الطرح، حيث يمكن لإدارة محلية فعالة أن تعزز الأمن في هذه المنطقة الحيوية.

 

وفي حال كان الاستقلال الكامل ليس خياراً قابلاً للتنفيذ، فإن الحكم الذاتي يصبح الحل البديل الذي ينبغي طرحه بجدية. في هذه الحالة، يجب أن يركز التهاميون على تعزيز قدرتهم على إدارة شؤونهم المحلية بشكل مستقل، مما يثبت قدرتهم على تحقيق استقرار وازدهار في منطقتهم. ويجب على التحركات السياسية والدبلوماسية أن تركز على إثبات أن الحكم الذاتي سيؤدي إلى تحسين حياة المواطنين وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

 

الجوهر في هذه القضية هو أن حقوق التهاميين لا يمكن الاستمرار في انتهاكها تحت مظلة أي ترتيبات جغرافية غير عادلة. سواء كان الخيار هو الاستقلال أو الحكم الذاتي، فإن الأهم هو نيل الحقوق كاملة وغير منقوصة. فالتهاميين مستعدون للبحث عن أي وسيلة تحقق العدالة، ويجب أن يكونوا مستعدين لتحمل مسؤولياتهم في طرح قضيتهم بوضوح وقوة.

 

ويجب أن يُدرك الجميع أن المسألة ليست مجرد مسألة جغرافيا ، بل هي مسألة حقوق وعدالة وشراكة .  ولذا، فإن التركيز على تحقيق المطالب الحقوقية والسياسية هو الأساس، بينما تظل الوسائل لتحقيق هذه المطالب مفتوحة ومتعددة. إذا كان خيار الاستقلال أو الحكم الذاتي هو السبيل لتحقيق الحقوق المشروعة للتهاميين، فإن هذه الخيارات يجب أن تُطرح بجرأة وقوة، مع السعي المستمر لإقناع المجتمع الدولي بأهمية دعم ذلك .