الجنوب أمام حرب من نوع آخر

2024-07-15 00:42

 

الجنوب يواجه حربا حاقدة وشرسة ضد السنه وهذا يعني موجهة الى الشعب الجنوبي برمته، فالشعب في هذه الحرب هو المستهدف فالحرب الذي يواجهها الجنوبيون حربا دينية من ناحية وعنصرية من ناحية اخرى باعتبارهم مكونات خليطة من هنود وصومال وافارقة حسب مايدعون بتصريحاتهم المعلنة ومن جانب آخر امام هذا التركيب السكاني ينظرون بأن الشعب الجنوبي من وجهة نظرهم العنصرية اننا مستوطنون ولذا يرون الجنوب بأنه فرع من الاصل لابد من استعادته وتطهيره من العرق الغير العربي فهي حرب تشن على الجنوب من الناحية العرقية ايضا بإعتبارنا أقلية بالمقارنة لكثافتهم السكانية.. ولذا تجدهم ينزحون الى الأراضي الجنوبية بأعداد كبيرة وبإنتشار غير عادي موزعون في جميع المناطق الجنوبية حضرها وريفها وجبالها وصحاريها.. 

 

لن تنزل موقع إلا والدحاحبشة موجودين فيها برغم افتقار الخدمات والاسواق وللطرق المعبدة، لقد شاهدنا ذلك بأم أعيننا أثناء النزول الميداني بالمسوحات الاحصائية أليس ذلك ما يتوجب العجب والسؤال في توزيعاتهم الجغرافية الشاملة، تعطى لهم الإمكانيّات الواسعة بتملك الأراضي والبناء والاستيطان، في حين ان المواطن الجنوبي لم يجد له قطعة ارض مناسبة وإن وجدها اخذت منه وصرفت لآخر أو يتفاجأ بتغيير المخطط بكامله فتضيع قطعته الذي يحمل فيها استمارة أو إستمارة للتوثيق منذ فترة طويلة، فكم من العراقيل وضعت امام المواطن الجنوبي منعا لاستكمال إجراءات التوثيق تحت حجج ومبررات واهية لا يقبلها منطق ولا عقل ويظل لسنوات طوال في متابعات مع العقار والمحكمة مما يضطر كثير من المواطنين الى قناعة تامة الى تخليه عن قطعته في حين ان امور الدحابشة ميسرة للحصول على قطعة ارض وربما على سكن يوثق بوثيقة تمليك وفي مكان مناسب، ويتكرر له التمليك في مواقع اخرى حتى اصبح تاجرا بالاراضي والمواطن معدما، أليس ذلك حربا قذرة على الشعب الجنوبي؟ فكيف هي إذن الحرب العرقية والعنصرية المقيتة؟ وكيف هي الحرب العقائدية التطهيرية من السنة؟

 

إننا أمام حرب حاقدة وإحتلال نازي بكل ما تحمله الكلمة من حقد وكراهية واستصغار؟ وقسما بالواحد الأحد إن لم ندرك ما يحدث للجنوبيين في إنسانيته كإنسان ووطن في ارضه وترابه وسماه وفي عقيدته وتراثه وهويته في تاريخه واخلاقه، فلن يكون له قائمة بدنياه ووجود في وطنه.. لقد تكالبت على الجنوب المؤامرات من كل جانب مما يتوجب الحسم والاختيار وكيفية التعامل ونتاجها مع العالم. وما بعد الجوع إلا الموت

 

فلنكن اذن نكون او لا نكون بأن نحن فقط من يملك القرار وليس قوى الاحتلال ومن يعادينا كل يوم ويتحكم في مصيرينا وصادراتنا ووارداتنا.

 

فماذا بعد الافقار والتجويع والرواتب ونهجنا وصرحنا التعليمي؟ فمع المتغيرات المتسارعة يأتيك الجواب.