عانت محافظة شبوة كثيرا من مشكلة الصراع الإقليمي والدولي على ما تمتلكه من ثروات نفطية وغازية ومحاولة كل طرف ايجاد سلطه موالية له وهو ما جعل كل تغيير في السلطة في المحافظة لا يأتي هذا التغيير من أجل مصلحة المحافظة وخدمة المواطن فيها بل لأغراض وأهداف سياسية وحزبية وصراع نفوذ دول وقوى إقليمية ولم يجلب للمحافظة سوى مزيد من الماسي والمعاناة وجعل منها في كل الحالات هي الخاسر الأكبر من التدخلات الدولية في شؤونها الداخلية .
محافظة شبوة اليوم بحاجة ماسة إلى إحداث تغيير وإصلاح للأوضاع فيها باسرع وقت وقبل فوات الاوان وما اجمل التغيير عندما يكون من أجل مصلحة المحافظة وبقناعة تامة في أن البديل قادر على انتشال المحافظة من هذا الوضع المزري والحالة السيئة التي تعاني منها وحرمان المواطن فيها من أبسط مقومات الحياة السياسية والذي سيعمل في المقام الأول على تحقيق تطلعات وطموحات المواطن وتتغلب المصلحة العامة في تعامله على المصلحة الشخصية والسياسية والحزبية عندها فقط يمكن أن تستقر الأوضاع في محافظة شبوة .
محافظة شبوة أصبحت لا تختلف عن لبنان مسألة الأمن والاستقرار فيها مرتبط بمصالح دول ونفوذ قوى إقليمية والجعل منها مسرحاً لحرب قذرة تستخدم فيها أقذر الأساليب وانواع الأسلحة المشروعة والغير مشروعة من أجل تحقيق هدف ومكسب سياسي للقوى المتصارعة على لبنان وعندما كان الوجود السوري في لبنان هو الداعم للأمن والاستقرار في هذه البلد لسنوات طويلة شاهدنا كيف تم إخراج الجيش العربي السوري من لبنان في عام 2005م من خلال مخطط لعملية اغتيال رفيق الحريري بهدف إحداث تغيير للأوضاع فماذا حدث بعد ذلك ؟ وكيف أصبح الحال بعد عملية التغيير التي تمت ؟.
فالمواطن اللبناني وأحواله لايعنيهم في شي فالمهم والأهم تحقيق الهدف السياسي الأكبر وهو اخراج الجيش العربي السوري من لبنان وهو ما حدث فعلاً لاحقاً ؟ وكذلك الحال في محافظة شبوة الذي للأسف الشديد أصبحت كلبنان الأمن والاستقرار في هذا البلد مرتبط بمصالح دول ونفوذ قوى إقليمية هي من تدير وتتحكم في مجريات الأمور والأحداث فمتى أن أرادوا للوضع أن يستقر كان ذلك ؟ ومتى أرادوا للخراب والدمار أن يكون كان ذلك ؟
هذه هي الحقيقة لمن يريدها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إلى متى ستظل محافظة شبوة مسرحاً للصراعات والنفوذ لقوى إقليمية التي لا تجلب للمحافظة سوى الخراب والدمار وتجعل منها الخاسر الأكبر والأول في كل الحالات ؟
الصحفي صالح حقروص
2024/7/12م