محلل سياسي: العالم لن ينتصر للجنوب... فهل لنا أن ننتصر لأنفسنا؟

2024-07-04 20:42
محلل سياسي: العالم لن ينتصر للجنوب... فهل لنا أن ننتصر لأنفسنا؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

 

كل الحروب التي تعرض لها الجنوب عبر التاريخ المدون وتحت كل المبررات الدينية والاقتصادية والتوسعية جاءت من اليمن، منذ عهد السبئيين مرورا بحروب الكهنوتية الزيدية حتى نظام جمهورية القبائل واخيرا اختتموها بحرب الحوثة وعفاش في ٢٠١٥م، فهل يمكن لنا كجنوبيين مواجهة مؤامرات حروب اليمنيين على حقوقنا الوطنية، و الإنتصار لقضية شعبنا؟

 

من دون ادنى شك لا توجد قضية وطن أو حركة تحرر وطنية تقاوم احتلال، لم تتعرض قضيته للتآمر سواءا من الداخل أو من الخارج.

 

مظاهر فشل مشروع توحيد دولتي اليمن و الجنوب لم تتأخر بعد إعلان مشروع الوحدة، حيث ظهرت إرهاصات الرفض الجنوبي في الفترة الإنتقالية، و عندها اخرج اليمنيون ما في مخزونهم من تآمر و غدر تجلى ذلك في بشاعة وحقد غزو ٩٤م و إحتلال الجنوب.

 

اليوم كلما تقدمت قضية شعب الجنوب خطوات الى الامام تتجدد المؤامرات ضدها، داخليا و خارجيا و يتعاظم عمل المتآمرين على تمزيق وحدة شعب الجنوب لإضعافه في مواجهة التآمر الحوثوعفاشي المستمر مدعومين بالاخوان بأشكال متعددة إقتصاديا عسكريا و سياسيا.

 

فهل يدرك القادة والسياسيون الجنوب ان لا أحد سينتصر لشعبهم، ولذا أصبح لزاما على جميع الجنوبيين أن يستشعروا خطر قوى التآمر اليمنية و لا يقللوا من شأنها وعليهم العمل على الإستعداد لكل الإحتمالات، فالعالم لن ينتصر لنا، الكل مشغول بنفسه و إقامة أمجاده، ولا توجد في مثل هذه الظروف إلا حقيقة واحدة يجب علينا إدراكها، و هي أن الظفر و الإنتصار لحقوق شعبنا الوطنية و بناء مجده لن يُصنع إلا على أكتاف المناضلين و ليس بمن تسابقوا و اكتفوا بالمناصب و أمتيازاتها.

 

فعلينا أن نفهم معنى الإستعداد لأسوأ الإحتمالات، فإذا كنا نسير على الطريق فحتما العدو يسير على نفس الطريق و لكن في اتجاه معاكس لإتجاهنا و حتمية الصدام قادمة لا محالة.

 

يجب ألا يخدعنا سجل الإنتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة خلال السنوات الثمان الماضية ونتهاون او نخذل المقاتلين المدافعين عن تراب الوطن الجنوبي، فلكل مواجهة ظروفها، نعم نحن اليوم أقوى من الأمس و اكثر تنظيما وعدة والعدو كذلك ينظم نفسه، لذلك نقول الإستعداد لا يعني فقط في الجانب العسكري و إنما تحرير الإقتصاد، تصحيح الاخطاء، بناء علاقات متوازنة مع الخارج بنا يتفق و مصالح شعبنا، بناء إعلام جنوبي إحترافي والأهم وحدة الصف الجنوبي.

 

*- د. حسين لقور بن عيدان – صحيفة الأيام عدن