أُبِتَليِّ الجَنُوب مُنْذُ الاِسْتِقلَال بِالمُرَاهِقين السيَاسِيِّين الَّذينَ تسيدوا الْمَشْهَد الجَنُوبِي فأساءوا إِلى الوَاقِع الاِجتِمَاعِيِّ وَالسيَاسِيّ وَعَبِثُوا به بَلْ دَمَّرُوا نَسِيجنَا الاِجتِمَاعِي حيْثُ تفَنِّنُوا فِي قَتْل طَمُوح الْمُوَاطِن الْعَادِي وَحوَّلُوه إِلى مُجرَّد سِنّ فِي تُرْس آلة عَدِيمَة الجَدْوَى، عِندَمَا رَكَّبُوا صَهْوَة أَفْكَار هُمْ لَيْسُوا أهْلَا لَهَا وَأَقلّ مِنْ أَنْ يَفهمُوهَا لَا صِلَة لَهَا بِوَاقِع مُجتَمعهمْ فَلمْ يَنجَحُوا إِلَّا فِي نَشْر الفشَل وَالخَوف.
لَم نتَعلَّم حَتَّى اليَوم أَنْ التَّصَدي لِإِدَارَة مصَالِح الشُّعُوب وَحَمل قضَايَاهمْ وَمِنهَا قَضِيَّة شَعْب الجَنُوب وَمُستقبَل أَجْيَالهَا القَادِمة مَسْؤُولِيَّة كُبْرَى لَا يَجِب تَرْكهَا لِلمُرَاهقِينَ السيَاسِيِّينَ مِنْ جَدِيد، بَعْدَمَا دلف كَثِير مِنْهُمْ مِنَ الْأَبْوَاب الْخَلْفِيَّة لِلقضِيَّة الْجَنُوبِيَّة، لِأَنَّهُ بِمِثْلُ هَؤُلَاءِ لَنْ نَتَقَدَّم نَحْوَ أَهْدَافنَا بَل سيُعِيدُوننَا إِلَى نُقْطَة الصِّفْر.
اليوْم أَصبحَ لِزَامَا عَلَى الجَمِيعِ فِي الجَنُوب أَنْ يَصْحُوا لأجل أَحِدَاث تَغْيِيرا حَقِيقِيِّا فِي سِيَاسَات الاِنْتِقَالِي وَأَشْخَاصه قَبْلَ فَوَات الأوَان، وَهَذَا لَنْ يأتي أَبَدًا إلا بتغيير ثَقَافَة المُحَابَاة الضيِّقة وَالمُصَالِح الخَاصَّة دِفَاعا عَنْ مُصَالِح شَعْبنَا.
د. حسين لقور #بن_عيدان