فضلا عن مجموعة العناصر المتنوعة لأهمية الأرشيف على مستوى الدول والمؤسسات والمجتمعات والأفراد فإن الإرشيف يكتسي أهمية بالغة باعتباره أيضا ركيزة من ركائز الهوية الوطنية بتجلياتها المختلفة في السياسة والتاريخ والثقافة والإعلام والتراث وغير ذلك .
إنه الذاكرة الحية لوعي المجتمع والأمة بذاتها ، وإدراك خصوصيتها ، والحفاظ على تاريخها وكينونتها من الطمس والشطب والذوبان والاضمحلال أمام عوامل الغزو والاجتياح والاستلاب بكافة أشكالها ، ومختلف أسبابها .
وباقتصاد كثيف للحديث في هذا الموضوع فإن من أهم أسباب الضياع المعرفي والتشتت والجهل الملحوظة في أوساطنا تعود الى غياب الاهتمام والعناية بإعادة بناء أرشيفنا الجنوبي الوطني بعد أن تم القضاء عليه بفعل فاعل مع سبق الإصرار والترصد في الفترة الماضية سواء عن طريق النهب والمصادرة أو الإتلاف أو الاهمال أو التخريب أو التكاسل واللامبالاة .
هذه دعوة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤسساته فضلا عن مراكز البحوث والدراسات الجنوبية للبدء في عمل دؤوب ومنظم ومستمر لإعادة بناء الإرشيف الوطني الجنوبي على مسارين :
- المسار الأول : المحافظة على الإرشيف الموجود ، وتدارك ما هو معرض منه للتلف والضياع ( مثل إرشيف إذاعة وتلفزيون عدن مثلا )
- المسار الثاني : استحضار الممكن من الإرشيف الضائع والمفقود وتجميعه وتنظيمه وحمايته .
أرجو أن يجد صوتنا آذانا صاغية