مما لا شك فيه أن ذهاب القيادة الجنوبية إلى التوقيع على اتفاقات هشة ومرتجلة حول "الوحدة" مع نظام صنعاء كان خطأ فادحا بكل المقاييس السياسية والإستراتيجية.
هذا الخطأ دفع ثمنه الجنوبيون في الداخل والخارج، باهظا ومكلفا، من دمائهم ومعاناتهم منذ عام 1990 وحتى الآن.
الوقوع في أخطاء تقدير المواقف واتخاذ القرارات مسألة واردة ومتوقعة...لكن تكرار مثل تلك الأخطاء مرة ومرات أخرى غير مسموح به، وخاصة في المراحل المفصلية من تاريخ النضال الوطني الجنوبي.
بيت القصيد أن على القيادات الجنوبية بشكل خاص، بما فيهم ممن لا زالوا في الخارج...وعلى كل أبناء الجنوب بشكل عام عدم تكرار أخطاء 1990 و 1994 و2015 و 2019م، وهي أخطاء معروفة ومدونة في سجلات التاريخ الذي لا يرحم حسابا وعقابا.
الوقوف على الحياد أو في المنطقة الرمادية الذي ما زال يحكم سلوك وتصريحات بعض القيادات الجنوبية، لم يعد مفهوما ولا مقبولا...احتراما لدماء الشهداء والجرحى وعامة الشعب الجنوبي...وتقديرا وإدراكا لحساسية وخطورة هذه المرحلة من تاريخ الجنوب.
الطريق واضح والهدف أوضح...ويبقى مساندة قيادة الانتقالي الذي تتحمل مسؤولية تصدر المشهد السياسي والعسكري الراهن، هو الواجب المحتم لكل القيادات والشعب الجنوبي.
الفرص لا تتكرر والوقت لا ينتظر ...فهل من مدكر؟