العرب يمجدون الشيطان

ظل العرب طوال تاريخهم يفتخرون باجدادهم ، وهذا ما نقرأه ونراه في موروثاتهم الثقافية والأدبية والفكرية النثرية والمنظومة ، ونقرأه في صفحات تاريخهم ، ونراه ونقرأه حتى في حياتهم المعاصرة اليوم ، وهذا الحالة حالة متوارثة عند العرب منذ نشوءهم حتى اليوم.

ولم نرى مثل تلك الظاهرة الموجودة عند العرب ظاهرة موجودة عند الأمم الأخرى ، بل أنا عندما نقرأ تاريخ الأمم الأخرى نجد إن هذه الأمم لا تفخر إلا بفلاسفتها ومفكريها وعلمائها وعباقرتها المبتكرين والمخترعين في الثقافة والعلوم.

والذي يقرأ التاريخ يجد إن كل الأمم تموت أجدادها إلا العرب لم يمت جدهم بل ظل حيا في وجدانهم ، مع إن هذا الجد لم يجلب للعرب إلا الموت والفقر والمرض والجهل والتخلف والوهن والضعف ، ومع إن الله ثم العقل يمقت هذا الجد ، لكن مع ذلك ظل العرب يمجدون هذا الجد ، الذي لم يكن في حقيقة الأمر إلا الشيطان بعينه .

لا يمكن للعرب إن يتقدموا ليكونوا في مصاف الأمم المتقدمة والراقية والمتحضرة ، ماداموا لا يمجدون فلاسفتهم ومفكريهم وعلمائهم وعباقرتهم المبتكرين والمخترعين في الثقافة والعلوم ، أي إنهم لن يتقدموا ما داموا يمجدوا جدهم الأول الذي لا زال حيا في وجدانهم منذ نشوءهم ، والذي لم يكن إلا الشيطان بعينه