من المعروف أن القبيلة تشكل مرتبة من مراتب تكون الأمة، والتي تبدأ من الأسرة حتى الأمة، والغرض منها هو التعارف كما أوضح الله في كتابة الكريم، والمشكلة لا تكمن في القبيلة كبشر ، وإنما تكمن في العصبية القبلية ، أي في الفكر القبلي ، الذي يتحفز ليجعل من القبيلة بديلا عن الدولة ، عندما تضعف الدولة أو تنعدم ، كما هو الحال في بلادنا ، والعصبية القبلية نزعة شوفينية بدائية أنانية ضيقة رجعية نتنة ، تسعى لفرض إرادتها وتسييد ثقافتها ، وتأبيد قيمها ، وتعميم علاقاتها على بقية شركاء الجغرافيا والتاريخ .
أحيانا تستعين القبيلة بالعصبية القبلية ، لتعزيز مكانتها السياسية في المجتمع ، ومن أخطر عواقب هذه الحالة ، هو تباطؤ سرعة حراك المجتمع ، وحرمانه من الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي ، والتقدم الاجتماعي والرقي الحضاري .