شهداء البحرين في السعودية منذ أيام
قال كاتب سياسي أن المملكة العربية السعودية تبحث عن نظام مستقر، فهل يمنح شرعنة الحوثي المملكة هذا النظام المستقر القابل للحياة، بما يمكنها من تأمين حدودها والتفرغ لملفاتها الداخلية؟
وقال الكاتب "خالد سلمان" في موضع تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه ننشر نصه:
تسمية الحوثي حاكماً شرعياً لا يوفر الضمانات لأمن جيرانه، حيث السلاح منفلت والقرار متعدد المصادر، والعقلية الصبيانية هي من تصيغ القرارات.
في اليمن لدينا القضية الجنوبية
ولدينا القضية الشمالية بتفرعاتها ومسمياتها المختلفة.
صحيح أن الجنوب يدعو لإستعادة دولته ، والشمال يطالب بتحريره من هيمنة المركز ، إلا أن الإثنين في ظل حكم عنصري لايؤمن بدولة القانون ،يمذهب القضاء وينمط الحياة العامة والخاصة ويجعل من المذهب الأثنى عشري دستوراً للبلاد ، يضرب التنوع وينسف اللُحمة الإجتماعية ، كل هذه السمات بدلالاتها الصراعية ، لاتحقق للسعودية فرصة طي ملف الحرب وإنجاز الأمن المنشود ،بل تجعل اليمن في حالة إقتتال، وبالتالي الداخل السعودي في وضع إضطراب دائم قلق ومستمر .
رهان المملكة على الحوثي بمقاربة سابق علاقة النظام الإمامي مع ملوك الرياض، غير قابل في هذا الظرف لإعادة الإنتاج، لقد تغيرت المعطيات والخارطة السياسية والتحالفات، وبالتالي لايمكن أن تزرع حنظلاً وتنتظر ان يطرح رماناً، أي لايمكن أن تشرعن الحوثي وتأتي بإيران بطموحاتها الإقليمية ،إلى باب دار شبه الجزيرة العربية ، وتنتظر منهما سلاماً.
الحل أن يراهن أولاً الداخل الوطني على قواه، وأن تأخذ المشاريع المتصادمة فترة إستراحة، وأن تٰكثف الجهود وتُرص الصفوف لإجتثاث أو حتى إضعاف الحوثي ،ليكون فيها طرفاً مساو لبقية الأطراف، بما لا يمكنه من التغول وإمتلاك الثلث المعطل أو القوة الوازنة.
ليس من مصلحة الإقليم وتحديداً الرياض ،أن تبني تسوية تختزل جميع الفاعلين في شخص الحوثي ،تنسف الحل المتوازن ، تسقط حق الجنوب والشمال -كلاً من زاوية مشروعه-في التحرر من ثقافة الإستعلاء والحكم بقوة المذهب والغلبة.
دلالة قصف الحوثي للحد الجنوبي قبل أن تجف حبر تفاهمات الرياض، مؤشر بأن الحوثي لن يكون لورثة عبد العزيز آل سعود الإمام يحي المسيطر عليه ، بل خامئني مران، المضطرب ذهنياً والمهووس سياسياً ،المدجج بقوة عسكرية منفلتة العقال.
من الإقليم الى الجنوب والشمال، يبقى الحوثي الخطر المشترك