خلال سنوات ماضية كنت ضمن عدد من الناشطين الجنوبيين في الصف الأمامي الى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي ودعم خطواته في كل المجالات والدفاع عنه في وجه كل من يحاول التحريض عليه واستهدافه حتى ظن البعض أن خطوطي مفتوحة مع قادته من الرئيس الى رئيس فرع أي مديرية فكانت تأتيني رسائل تطلب مني إيصال قضايا خاصة الى القيادة أو ترتيب مواعيد لهم لمقابلة قيادات عليا !!!!!!
طبعا ... لم يعد الحال حاليا كما كان ، وهذا لا يعود الى أن انحيازي للانتقالي قد تصدع بل لظروف ومتغيرات ومستجدات قد طرأت ، فالانتقالي لم يعد ذلك الانتقالي الذي كان ، والظروف لم تعد تلك الظروف التي كانت .
كان الانتقالي طري العود وحديث التشكل ، ومطاردا من السلطة والمعارضة والداخل والخارج والمحايد والمتحزب وأنس مكونات الفيد الجنوبية وجنهم ، فكان من الواجب الاحتشاد لدعمه والدفاع عنه بأقصى قدر من الاستطاعة ، وبأقصى درجة من الحماس من دون وضع اعتبار لأي صوت مخالف أو ناقد ، ومن دون حسابات جانبية تدخل في نطاق الربح والخسارة ، ولكن الأمر اختلف في الفترة الأخيرة ، فالانتقالي قد صار شريكا في رأس السلطة وصار له أذرعته المؤسسية وإمكانيات الحل والعقد ولم يعد ذلك الطري العود الباحث عن طريق السلامة وسط حقلا من الألغام والأعداء .
لم يعد الانتقالي في حاجة الى احتشادي وحماسي بذلك القدر الذي كان ، ولم أعد ملحا في دعوة الناس إليه ، لأن الناس قد سبقتني الى مكاتب قادته ، وصار الطريق أكثر أريحية من ذي قبل .