بفضل "اليساري الحضرمي".. مواطنو الجنوب يتخلصون من الأمية

2023-07-21 23:51
 بفضل "اليساري الحضرمي".. مواطنو الجنوب يتخلصون من الأمية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الحضرمي يساريا

*- شبوة برس:

من تسلل مبادئ الإسلام السياسي، فكان يرى أن لا حلول لمواجهة زحف الرجعيين بغير تجسيد الاشتراكية وتحقيق العدالة والمساواة فهذه المعادلة كانت نطاق معاركه التي أثمرت فيما بعد استقلال اليمن الجنوبي وقيام الحركة التصحيحية في 1969.

 

ما أن بلغ باذيب منصباً وزارياً في حكومة اليمن الجنوبية حتى ترجّم جزءاً من أفكاره في وزارتي التربية والثقافة الآتي شغلهما بين (1969 و1972) فلقد ألحق المدارس الخاصة بالحكومية لتحظى بنصيبها من التعليم المجاني الذي تقدمه الدولة، كما دشن محو الأميّة للكبار وهو ما أثمر في الثمانينيات الميلادية بتصنيف الأمم المتحدة لليمن الجنوبي بالبلد العربي الذي قضى على الأميّة بين السكان، عند هذه المرحلة يمكن النظر إلى أن باذيب ترجم أفكاره التي امتزجت من مبادئ الثورة الفرنسية والتجربة الاشتراكية الصينية ومونتسكيو وفولتير بالإضافة لمورثاته التقليدية الدينية التي نشأ فيها في حضرموت.

 

الحضرمي اليساري عبد الله باذيب تقدم خطوة عن غيره من اليساريين العرب لأنه انطلق من مفهوم قناعاته ورؤيته ولم يكن كعموم التيار اليساري العربي ساخطا أو ناقما يعيش على ردة الأفعال، باذيب حالة مختلفة لذلك كان له حضور مختلف وأثر أوسع من محيطه ونطاق جغرافيته في جنوب شبه الجزيرة العربية، ولا يمكن تغييب باذيب حتى وإن تعاقبت العقود والأزمنة على رحيله فلقد ثبتت نظريته ورؤيته الصحيحة فلقد تفشت الرجعية على صهوة ما سميّ بالصحوة الإسلامية وغرق العرب في وحل صراعات كانوا في غنى عنها لو أنهم انتهجوا التنوير ومنحوا العقل العربي مساحة للتفكير غير أنهم أي العرب طبعاً اعتمدوا النقل وعطلوا العقل.

 

عبد الله باذيب لا يمكن تأطيره في إطار محدد فلقد كان تقدمياً تنويرياً وكاتباً بارعاً ظل محوراً في الفكر القومي، وسيبقى حاضراً كلما ذكرت القومية والاشتراكية والتقدمية وكلما ذكر الحضرمي الذي لا يحبه المتأسلمون الباغضين للعقل والمغمضين أعينهم عن النور والحقيقة.

 

*- هاني مسهور ـ كاتب ومحلل سياسي