"فاتكم القطار، أنتم اليوم تلعبون في الوقت بدل الضائع، وخارج ملعبكم".. هي واحدة من أهم الرسائل التي بعثت بها القيادة الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي، بمناسبة حلول يوم الأرض، الذي شهد فعاليات ملهمة رسمت لوحة جديدة من لوحات نضال الجنوب.
الرسالة المذكورة أعلاه، وجهها المجلس الانتقالي خلال فعاليات يوم الأرض في حضرموت، التي تمثّل حاليا الهدف الأول للقوى المعادية، في محاولة مشبوهة للسطو على الهوية الجنوبية لهذه البقعة الغالية من تراب الوطن الجنوبي الشامخ.
رسالة القوة الجنوبية لم تأت في يومٍ عادي، لكنها حلّت في يوم 7 / 7، وذلك في ذكرى اليوم الذي تجبرت فيه قوى الاحتلال قبل 29 عاما، وشنّت حربها الشعواء ضد الجنوبيين.
الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي، آصر أن تكون رسالته في هذا اليوم، معبرة عن القوة التي بات يملكها على الأرض، والتي ستحول دون تكرار ما جرى في تسعينات القرن الماضي، إذ يملك الجنوب الآن قوات مسلحة باسلة مزودة بعقيدة هي الأقوى، بما يمكنها من حسم المعركة ضد قوى الشر والإرهاب.
رسالة المجلس الانتقالي خصَّت الوضع في محافظة حضرموت، التي قال عنها المجلس إن لديها قوة عسكرية وأمنية، ولديها رجال قادرون على حمايتها وإخراج أعدائها منكسي الرؤوس، وتلك رسالة واضحة لا تحتمل أكثر من تفسير أو تأويل، مفادها أن الهمهمات التي تتردد بين حين وآخر حول تفكيك قوات النخبة الحضرمية سيقهرها الجنوب بكل الصور الممكنة، ولن تكون هناك خطوطٌ حمراء في المواجهة في هذا الصدد.
حالة التجبُّر التي قادت قوى الاحتلال لشن حربها في 1994، هي نفسها الحالة التي دفعتها في الفترة الأخيرة، لتوهم نفسها أن لديها القدرة على المساس بالهوية الجنوبية لمحافظة حضرموت، حيث أطلقت العنان لنفسها شن استهداف سياسي ضد المحافظة في محاولة لسلخها عن هويتها الجنوبية الأصيلة.
صحيح أن حالة التجبر هي نفسها التي تصوّر لقوى صنعاء الإرهابية أنها قادرة على إخضاع الجنوب، لكن تلك القوى تنسى أو بتعبير أدق تتناسى حجم وطبيعة التغيير الحادث على الأرض.
هذا التغيير تجلى بوضوح في الرسالة التي بعث بها المجلس الانتقالي، والتي حملت من القوة والحزم والحسم ما يؤكد أن الجنوب لن يقف أمامه شيء وهو يتعامل مع التهديدات الوجودية، ولا شك أن أي مساس بهوية حضرموت الجنوبية هو تهديد وجودي يتعامل معه المجلس الانتقالي كما يأمل منه شعبه أن يتعامل.
*- شبوة برس ـ المشهد العربي