بعد ان اطلعت على قائمة اعضاء مجلس جامعة عدن والذي اعلنت قبيل ايام ومن بينهم كبار رجال الاعمال ومنهم الشيخ بقشان والشيخ بازرعة ونخبة من كبار الدكاترة، فقد سررت ان من بينهم اسم الدكتور نصر صالح المفلحي لمعرفتي الوثيقة في اخلاصه وموسوعته في تخصصه.
وعن الدكتور المفلحي فقد درس ويدرس حاليا علوم الاحصاء في جامعة الملك سعود، كما انه تخصص في تقنية المعلومات من جامعة فرجينا تك، في الولايات المتحدة ، ويحمل تخصص آخر في الاحصاء من جامعة كارلتون الكندية .
قبيل ايام علمت انه يقضي اجازته السنوية في العاصمة الكندية - أتاوا - حيث انه يعمل حاليا محاضرا في علوم الاحصاء جامعة الملك سعود - الرياض -ولقد عاد لزيارة الابناء في كندا، فانتهزت فرصة قدومه لخوض حديث هاتفي معه .
تحدثت الدكتور المفلحي حديث مسهب وموسع ورايت ان اطلعكم على اهم ما تطرق اليه ، وما يتمنى ان تستلهمه الجامعات العربية من تحديات في اعتناق العلوم التطبيقية ، وخصوصا علوم الذكاء الصناعي واطلق عليها ( ذكاء الآلة ) وركز في حديثه ان ذلك لا يتأتى بدون اعتناق علوم الرقمنة والحوسبة والتخصص في اشباه الموصلات او ما يطلق عليه الشرائح الذكية .
كان حديثه قد تركز على اهمية البحث والتقاط وجذب النوابغ والمجدين من الطلاب وذلك ليس لدراسة الطب بل لدراسة الهندسة الرقمية والذكاء الصناعي الذي لا يحتاج الى معادن ومواد بل الى عقول تنتج وتطور ما اطلق عليه -الآلة الذكية - وانتاج اشباه الموصلات وهي اليوم الرهان حيث وتتسابق الامم في ماراثون طويل للفوز بانتاج الالات الذكية والروبوتات واشباه الموصلات والتي تقوم بكل الاعمال الدقيقة والمعقدة والخطرة وبسرعة فائقة دون اي مصاريف ما عدى الرقابة والصيانة .
ولقد اورد لي امثله في ان هندسة الآلات الذكية والدقيقة هي التي خدمت الطب والتشخيص وما الاطباء الا مشغلين لهذه الاجهزة وان الفضل في التقدم الطبي يعود لعلماء الهندسة وعلماء الرقميات وتقنية النانو .
واضاف ان الهاتف الذي نستخدمه اليوم هو اذكى بمأة مرة من مركبة ( ابولو )التي انطلقت لتحمل رواد الفضاء الى سطح القمر في السبعينيات من القرن الماضي .
وشدد وقال ان علينا ان نركز في جامعة عدن على استقطاب الطلاب الموهوبين لدراسة الحاسوب وتقنية المعلومات والذكاء الصناعي وعلوم النانو والتي سوف تشكل ثورة في علاج الشلل والباركنسون بل والتشخيصات الطبية الموثوقة عبر كبسولات ذكية .
كما توقع ان النت والهاتف في المستقبل سوف يحلان تدريجيا محل الطبيب الاستشاري وعبرهما فيتم تشخيص ما يعانيه المريض وبدقة عجيبة وبسرعة متناهية لهذا فان مساحة دراسة العلوم الطبية سوف تضيق مستقبلا .
وشدد ان الانفاق على التعليم هو الذي يسعف الامم من كوارثها وتخلفها ويرقى بها الى مستوى حضاري خلاق ، وقال ان الانسان هو الرهان وان التعليم هو الذي يصنع الامم ويرقى بها وشدد على اهمية تطوير مهارات اساتذة الجامعات والحرص على مشاركاتهم في المؤتمرات العلمية في الخارج فهذه هي فرص عظيمة ليعيش الاستاذ وقع التطور العالمي من حوله .
وشدد ان الجامعات عليها ان تندمج في الابحاث وانشاء مراكز بحث وقاعدة معلومات رصينة في شتى المجالات ونوه مرة اخرى على ان نركز على العلوم التطبيقية واهمها علوم الهندسة والذكاء الصناعي وحقوله الواسعة .
واشار الى ان قيمة شركة ( ابل ) بلغت اليوم حوالي الفي مليار دولار ، كل هذا دون امتلاكهم حقول النفط او شركات التنقيب او مصانع الحديد والصلب او البنوك ، وجل علمهم وجهدهم وثروتهم تتركز في اشباه الموصلات اي الشرائح الذكية والبرمجيات ورفع كفاءة شبكة النت للوصول الى الجيل السادس والذي من خلاله سوف نعيش ثورة التسيير الذاتي للمحركات والسيارات بل والمصانع وتسيير الطائرات والقطارات بمساعدة الذكاء الصناعي وبكل امان وثقة . واضاف ان شركة ( ابل ) لا تشتري المواد وانتاجها هو الافكار العظيمة في الخوارزميات وعلوم الرقمنة والتي حولتها الى اعظم شركة ثرية في العالم ، تنافس شركة ارامكو النفطية التي تمتلك امتياز الانتاج النفطي في المملكة باحتياطي يزيد عن ٣٠٠ مليار برميل .
كما تحدث وأكد ان مستقبل العالم ومجال التحديات العظيمة هو البرمجيات وليس غيرها وذلك لصنع اجهزة ذكية ومأمونة ومنها حواسيب السوبر اي ( الكوانتوم ) واشار ان الانتاج مستقبلا سيتحول الى اجهزة الطباعة الثلاثية والتي تطورت واصبحت تشيد البيوت وتصنع الواح الطاقة الشمسية وتنتج ادق الألات كل ذلك بمهارة عالية .
تطرق المفلحي ان هناك ثلاثة مجالات تشكل التحدي للدول جميعها للانعتاق من ربقة التخلف والعناءآت وهي : الذكاء الصناعي . والطاقة الخضراء وهي الشمس والرياح وعلوم الرقمنة . وكل هذه المجالات تقع ضمن علوم الهندسة وما بقية العلوم الا داعمة ومساندة .
وعن جامعة عدن فقد اشاد بكفاءة وبنخبة اساتذتها وجهودهم الرائعة ، وتمنى ان يرى مستقبلاً جامعة عدن ، وقد شكلت القدوة لبقية الجامعات ، وانه بات حتميا ان نبداء من حيث انتهى الاخرون ، وان نتعلم الجرأة والاقتحامية وحشد الهمم ، ونوه الى ان الطالب اليمني يمتلك الذكاء بل وعرف عنه انه طالب مجالد واقتحامي ومثابر ، وهذه الصفات والمميزات تمثل الفرص المتاحة والواعدة ، وان علينا ان نبداء بالمتاح ثم الممكن لنحقق ما نعتقده انه المستحيل . واختتم محادثته بان قال -ان الحياة تحديات وعلينا الاستجابة لها-
*- فاروق المفلحي ـ كندا