سلطنة عمان والجنوب العربي تشابه حد التطابق

2023-05-13 23:28
سلطنة عمان والجنوب العربي تشابه حد التطابق
شبوه برس - خـاص - وادي حضرموت


تعد سلطنة عمان البوابة الشرقية لجزيرة العرب ويعد جارها الجنوب العربي البوابة الغربية لجزيرة العرب والخليج العربي ويشكلان معا كاسر أمواج لأمن الجزيرة العربية والخليج العربي كما يشكل النسيج الاجتماعي المتداخل بين البلدين الشقيقين عامل قوي في دعم استقرار البلدين وتجذير العلاقات الأخوية بينهما في نطاق منظومة الجزيرة والخليج والوطن العربي.

ويمتد هذا العمق إلى الناحية الثقافية والمذهبية والوسطية في ثقافتها المشتركة ..ومما لفت نظري (تناولة) شرح عن بحث قيم للكاتب "سالم فرج مفلح" تناول فيه موضوع مهم وهو غياب جزء مهم من تاريخ حضرموت خاصة في الجانب الديني (المذهب الاباضي) وقد تطرقت في كتابات مختلفة سابقا عن الموضوع وأرجعته إلى خوف المؤرخ الحضرمي الذي تقتصر جذوره في حضرموت الى مابعد الاسلام.

وهذا المؤرخ انتابه الخوف من (اليمننة) ومما يسطره المؤرخ اليمني من تاريخ محشو بالتحوير والتزوير والاسقاط وفقا لمفهوم النظرية الصهيونية التي ظهرت على المسرح في القرن السابع عشر الميلادي بفلسفتها في تفسير وتحوير وإسقاط التاريخ وفقا لمصالحها وأطماعها التوسعية.

وبدون شك المذهب الاباضي تأسس في شبام حضرموت من في مطلع القرن الثالث الهجري تقريبا وكان يعتنقه أذواء وبقايا ملوك حمير ويعتقد بعض المؤرخين خطأ أن حمير ببطونها الستة أن موطنهم الاصلي في اليمن وهو اعتقاد خاطىء بالطبع فحمير البطون الستة هم الذي تيامنوا أي سكنوا الجنوب. بل أن موطنهم الاصلي هو الجنوب العربي وأخوتهم كهلان ببطونها الأربعة هم الذي تشاءموا أي سكنوا الشمال بعد اختلافهم وشقاقهم وطلبوا من ربهم أن يباعد بين اسفارهم.

كما جاء في الحديث النبوي الشريف عند سؤاله عن سبأ.

كما أن الذو نشوان بن سعيد الحميري كان احد معتنقي المذهب الاباضي وهاجر به شمالا ( اليمن الشمالي) في آخر القرن الثالث الهجري بعد قدوم الامام "أحمد بن عيسى المهاجر" وهو معتنق المذهب الشافعي الاشعري إلى شبام حيث موطن حمير اتباع المذهب الاباضي والذي رحبوا به في عقر دارهم وموطن مذهبهم الذي كان يقر بخلافة الشيخين فقط.

وهذه الجزئية أشار اليها المؤرخ "صالح بن علي الحامد" في كتابه تاريخ حضرموت (جزئين) وبدون شك هناك أسباب كثيرة تختفي خلف عدم إجلاء الحقيقة حيث مع مرور الوقت أصبح المذهب الشافعي الاشعري والصوفية المعتدلة هما الثقافة السائدة في ارض الجنوب العربي الممتدة من حوف شرقا إلى المندب غربا.

كما أن هناك جزئية أخرى ما زالت مخفية وهو تاريخ انتقال المذهب الاباضي من الجنوب العربي إلى عمان.

فالمعروف أن الصوفية انتشرت في الجنوب العربي من(تريم) في شبه الجزيرة العربية منذ القرن السادس الهجري ومازالت حتى اللحظة لكن خفت طقوسها بسبب الحرب النفسية التي ظلت تشنه عليها الوهابية السعودية ووصفها بالشرك والكفر والبدع.

وتعد الاباضية هي الأقرب إلى المذهب الشافعي الاشعري بوسطيته واعتداله وفق ثقافة مدرسة تريم ومازالت للاباضية كما للصوفية صلة بالجنوب العربي في حضرموت وشبوة وعدن ومازال الكثير من تاريخ الجنوب العربي مخفيا وسيظل التطابق إلى حد الكمال قائما بين الجنوب العربي وسلطنة عمان الشقيقة.

الباحث،/علي محمد السليماني