غدر الشيخ الغادر: من حكايات حرب اليمن الجمهوري-الملكي

2023-04-15 16:34
غدر الشيخ الغادر: من حكايات حرب اليمن الجمهوري-الملكي

صورة لرؤوس جنود مصريين تم قطعها بعد قتلهم غدرا من أحد مشائخ اليمن وبيعها لقوات الملكية

شبوه برس - خـاص - عــدن

شهدت الحرب عدد من المواقف وتداخل الأمور ولم يعرف بالتحديد من هو في الصف الملكي أو الجمهوري إلا أن الدور الأكبر الذي لعبه رجال القبائل كان بمثابة المحور الرئيسي الذي اعتمد عليه المعسكرين خاصة الداعمين من الدول التي وقفت الى جانب كل معسكر ولم تدرس جيدا طبيعة الإنسان اليمني وسيكولوجيته في التعامل في هذه الأمور الاستراتيجيه والذي لم يتضح لهم أن القبيلة على الرغم من دخولها القرن العشرين تفهم جيدا في اللعبة السياسية (بعفوية وحنكة والتلاعب بالمواقف) ومن بين تلك المواقف والحكايات رغم عمقها الاستراتيجي سياسيا وعسكريا إلا أنها تبدو طريفة أمام اساطين وكبار رجال السياسية والحرب بطل هذه القصة شيخ من مشايخ قبائل اليمن الشيخ ناجي بن علي الغادر الذي يقول عنه الكاتب الأمريكي روبرت بورويس أن لديه١٢٠ مقاتل قبلي واستطاع مقابل حصوله من المصريين على قطع أسلحة وذخائر وكميات من الذهب أن يعلن ولائه للجمهورية إلا أنه كان مؤيدا الملكيين أيضا .

الشيخ الغادر شيخ قبيلة الروس وهي إحدى ست قبائل تقيم في منطقة خولان وعند اعلان الثورة والجمهورية اعلن الغادر تأييده الملكيين ويقول فرد هاليد آي بمجلة اللوموند١٩٦٧م:- (تلقى الشيخ الغادر أيضا أموال من شريف بيحان وتلقى قبلها في فبراير ١٩٦٣م عقب اجتماع

مع المشير عبدالحكيم عامر الفين ٢٠٠٠ بندقية و٥٠٠ الف دولار وكميات من الذهب والذخيره- الرصاص مقابل أن يستقطب أفراد من قبيلة خولان إلى الصف الجمهوري) إلا أنه أعطى كميه مما حصل علية من السلاح لرجال القبائل الملكيين واحتفظ بالباقي لنفسه وبعد لقاؤه عبدالحكيم عامر بنحو ثمانية شهور سافر الغادر إلى الرياض وطلب من الملك فيصل سلاحا أضافيا لقتال الجمهوريين الذين تساندهم قوات مصرية وان هذا الطلب لأن قبيلته تحتل موقعا مهما على الطريق التي تصل قواعد الملكيين في صنعاء بنجران وان هذا الطلب وتنفيذه من الرياض سوف يساعد على تأمين خطوط الإمداد والتحرك الملكيين من مختلف القبائل

التي تناصر الملكية ضد الجمهورية وأكد الشيخ الغادر في مقابلة مع مجلة اللوموند الفرنسية في لقاء أجرته معه بالقول:-(أنني حاليا أتلقى مساعدات كبيرة من الملك فيصل ومن الهبيلي شريف بيحان ومن مولانا الامام البدر وقد خولني الامام البدر بأخذ مساعدات من أية دولة أجنبية تؤيد قضيتنا)

الشيخ القبلي استطاع أولا أن يحصل على قطع أسلحة من المصريين بأوامر

عبدالحكيم عامر ونصف مليون دولار حينذاك مقابل أن تعلن قبيلته ولائها

للجمهورية والقتال ضد الملكيين الا إن الشيخ الغادر تسلم الأسلحة واعطاها الملكيين لقتال المعسكر الجمهوري والقوات المصرية،، وهكذا

استطاعت القبائل اليمنية أن تلعب بالحبال في تلك الحرب واضاعت حسابات كثيرة- استراتيجية- على الأطراف التي تدخلت في تلك الحرب

إلى أن التقى مبعوث عبدالناصر بالقيادة السعودية وكذلك توالت اللقاءآت المصرية السعودية في القاهرة والسعودية حول الملف اليمني وزيارة عبدالناصر للسعودية وسلسلة من المفاوضات أفضت الى لقاء فيصل وعبدالناصر بالخرطوم وتشكيل لجان من الطرفين لايقاف الحرب وبدء مباحثات بين الملكيين والحمهوريين الذين اختلفا ثم غادرت القوات المصرية اليمن إذ أعلنت القيادة العامة المصرية في ١٨ ديسمبر٦٧م بيان صحفي نشر بمختلف وسائل الإعلام تلقت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية من ميناء الحديدة مايفيد أنه ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا لم يعد لمصر أي جندي في اليمن)

# علوي بن سميط