من الواضح أن هناك اتفاقا بصورة من الصور سواء أكان سريا أو ضمنيا أو مصلحيا بين السعودية والإمارات ومصر وقوى في الشمال والجنوب على إنهاء نفوذ الإخوان المسلمين في السلطة والقوات المسلحة أو تقزيمه في اليمن ، وقد بدأ تنفيذ هذا الاتفاق في أواخر حكم الرئيس السابق هادي وتوسع بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل الماضي في ظل مهادنة وصمت إخواني جبري من قبل رموزه وقياداته خوفا على مصالحهم الشخصية في المقام الأول ، وخوفا من فتح ملفات ستؤدي الى ما لا يحمد عقباه لهم ولأتباعهم وللتنظيم عموما داخل اليمن وخارجها .
غير أن هذه المهادنة والصمت القيادي وازاه على الأرض ممارسة غير رسمية تمثلت في الأعمال الكيدية ذات المقاصد التخريبية الهادفة الى إفشال وتشويه أي محاولة يمكن لها أن تحقق نجاحا لمجلس القيادة الرئاسي على المستوى السياسي والاقتصادي والخدمي والإداري في الداخل أو تعدل من موازين القوة والسيطرة في المناطق المحررة أو تضيف مكسبا جديدا للجنوبيين وقضية استعادة الدولة الجنوبية أو تبرز بصورة جلية كمية الفشل التي كانت سائدة خلال تفرد الإخوان المسلمين في السيطرة على القرار السياسي والتنفيذي والعسكري للسلطة أيام حكم الرئيس هادي ونائبه الإخواني علي محسن الأحمر .
إن الأمر يشبه ما كان الإخوان المسلمين يقومون به من دور أثناء مفاوضات اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي وبعد إبرام الاتفاق لإنهاء الحرب بين القوات الجنوبية وقوات شقرة في أبين عندما تظاهروا بالموافقة ودعم توقيع وتنفيذ الاتفاق بينما كانوا - ومازالوا - يرفضونه في الواقع ويمارسون كل أساليب الفتنة والتخريب والتحريض عليه وعلى وحدة النسيج الاجتماعي ويدعمون كل صوت ناعق بالفتنة وإثارة الأحقاد وزعزعة الأمن والاستقرار واستدعاء الثارارت ونفخ كير الفرقة والانقسام في الصف الجنوبي ، لأنهم يعلمون أن بقاءهم مقترن ببقاء مشروع الإحن والصراعات والتشظي الجنوبي ، وهزيمتهم مقترنة بهزيمة هذا المشروع التدميري وإفشاله .
إننا نعيش صراع الإرادات بين مجموعة المتفقين على إنهاء نفوذ الإخوان المسلمين أو تقزيمه في اليمن ومجموعة منظومة الإخوان المسلمين السياسية والعسكرية والإعلامية والإدارية والمتحالفين مصلحيا معها ، وفي هذا الصراع سيحتاج الأمر من أطراف المتوافقين الى تقديم تنازلات مرحلية لبعضهم البعض قد تبدو عند بعض مؤيديهم من ذوي النظرة السطحية خروجا عن الهدف العام لقضيتهم وخطهم السياسي .