كثيرة هي الوسائل والأساليب التي أتبعت ومازالت تتبع حتى اليوم؛ وتتجدد أقنعتها وشخوصها عندما يقترب الجنوبيين من بعضهم وتتشابك فيه أياديهم ويضعون أقدامهم على الطريق الصحيح إنتصاراً لقضية شعبهم؛ فلا غرابة أن يغرد البعض خارج السرب الوطني الجنوبي ويحرضون على الفتنة التي ستحرقهم بنيرانها قبل غيرهم.
فهل نأمل بصحوة ضمير والإتعاظ من تجاربنا المريرة؛ ونغلّب جميعاً لغة الحوار على ما عداها؛ ومغادرة مربعات التمترس خلف المصالح الشخصية والخاصة وبأسم الوطن وعلى حسابه؛ وعذاب وآلام الجنوبيين الذين أكتووا كثيراً بجحيم الفتن وتداعياتها الكارثية على حياتهم ومستقبل أجيالهم؛ والذين كانوا دوماً ضحايا الشحن والتحريض والتضليل لجعلهم وقوداً في مجابهات عبثية ضد بعضهم البعض؛ ويهزمون أنفسهم بأنفسهم ليتمكن أعدائهم من إضعافهم وتمرير مخططاتهم التآمرية على الجنوب وكل الجنوبيين.
وهو الأمر الذي يستدعي بالضرورة اليوم إستحضار كل ذلك لعدم تكراره والإستفادة من دروسه وعبره التي مازالت ماثلة أمامنا؛ صوناً لمقدرات الجنوب وحقناً لدماء أهله وحقهم في حياة كريمة تسودها المحبة والوئام؛ والتعايش الأخوي في وطن حر مزدهر؛ هو وطنهم جميعاً ووعاء تاريخهم المشترك ماضياً وحاضراً ومستقبلاً؛ والذي لن يبنى إلا عبر وحدة وتماسك صفوفهم وبسواعدهم جميعاً وتفانيهم وحرصهم المشترك على نهضته وتقدمه.