لماذا لا يتم الرد عل مسيرات الحوثي

2022-11-19 10:18

 

 يكاد يكون من المتعارف عليه دولياً ، أن لا تسامح مطلقاً من قبل الدول الكبرى ومنفذي سياساتها مع أي اضرار بمنابع النفط والغاز وخطوط انتاجهما ، وبينما يلهو الحوثي باستهداف موانئ التصدير وناقلات النفط في الجنوب ، فإننا نجد تغاضياً عن الأمر مثير للريبة من الدول الكبرى ومن الدول الإقليمية ودول التحالف ، وهنا تبرز أربع احتمالات فيما يخص تغاضي التحالف لكل واحد منها ما يدعمه .

...................................

الأول :عدم رغبة السعوديين في جولة صراع جديدة مع المعطيات الدولية الحالية :

لنفترض أن التحالف رد على هذه المسيرات (وقد فعلها اكثر من مرة عندما تم استهداف أراضيه) ستتفاقم الحرب قطعاً ، وهو أمر يبدو ان السعودية لا تريده على الأقل حالياً ) ، حيث سيستهدفها الحوثيون بالصواريخ والمسيرات ، ومع الخلاف السعودي الأمريكي المحتد وإيقاف أوجه الدعم الأمريكي للسعوديين ، فسيكون وقع ردة الفعل الحوثية مؤلماً ، أضف إلى ذلك أن احتمالية تواطئ أمريكي مع الحوثيين لتركيع السعوديين والانتقام منهم واردة بشدة في حسابات السعوديين .

يرجح هذا الأمر إصرار السعوديين على الهدنة + التسريبات قبولهم دفع المرتبات .

.....................................

الثاني : الضغط على قوات الإخوان في حضرموت :

قد يكون سبب عدم الرد أيضاً حسابات لدى التحالف ، محصلتها الضغط على أنصار الاخوان الاصلاحيين في الحكومة في حضرموت الداخل لسحب قواتهم الى مناطق المواجهات ، و هو أمر قد سبق اقراره في جولات محادثات الرياض بل تم الاتفاق عليه ، و تتلكأ السلطات الإخوانية في تنفيذه ، حيث تعتبر هذه القوات هي الضامن الأخير للنفوذ الشمالي في الجنوب ، وبدونها سيخلو الجو للانتقالي لبسط سلطته على كامل التراب الجنوبي ، ولن يتبق له حينها الا بعض المشاريع المحلية التي لا تمتلك قدرة على مواجهته .

يرجح هذا الامر التحركات القبلية والشعبية الموالية للانتقالي في حضرموت الداخل .

....................................

الثالث : الضغط على الانتقالي للقتال شمالاً :

تظل احتمالية الضغط على الانتقالي للقتال شمالاً واردة ، في بعض تفسيرات عدم الرد عللى مسيرات الحوثيين ، حيث يصر على عدم التوغل في الأراضي الشمالية رغم كل الضغوط التي مورست عليه ، ولكن الضغط عليه في هذا الوقت الذي يعد فيه شريكاً اصيلا في السلطة ، يحمله مسؤلية أكبر فثمة أزمة اقتصادية كبرى ستضرب شعبه ، وستضعه أما مسؤولية أدبية وسياسية محرجة للغاية ، إضافة الى استمرار الضغط العسكري عليه من الجماعات الراديكالية وسقوط القتلى يوميا في صفوفه ، وحاجته الملحة الى حلفائه .

....................................

الرابع : استجماع الرأي العالمي لرد قوي

بافتراض ان التحالف يهيئ رداً قوياً ، ولكن ينتظر حادثة اخطر و أكبر للتبرير ، أو أنه يستجمع توافقاً دولياً على هذا التصعيد ، و قد يكون الرد بجملة عسكرية جديدة ، أو بإغلاق ميناء الحديدة واستئناف الحرب هناك ، لكن هذا الاحتمال يظل بعيداً مع إصرار الاخوان على عدم تحريك قواتهم واشتراط الانتقالي تحريكها .

.................................

لماذا المسيرات الآن :

أمر ملفت للنظر كون استهداف الحوثيين للمصالح النفطية الجنوبية بدأ عندما سيطرت هذه القوات على حقول النفط في شبوة ، وهو امر يدعم الادعاءات المثارة بكون السلطات الحوثية كانت تنال نصيبها ، ممن كان يبسط سلطته على هذه الحقول وهي قوات إخوانية ، فلم يبدأ الاستهداف إلا بعد أن أجبرت هذه القوات على الرحيل ، وإلا بعد تقليص النفوذ الاخواني في الحكومة لحساب الانتقالي ، لقد مر الحوثيون بمراحل في الحرب كان فيها استهداف هذه المصالح الاقتصادية منطقياً للغاية ولكنه لم يحدث إلا بعد هذه التطورات .

..........................................

ماذا سيحدث  مع استمرار التهديد بالمسيرات :

لا شك أن إيرادات الفساد الحكومي ستتقلص ، ولكن ستواجه الحكومة أيضاً في حال استمرار التهديدات الحوثية أزمة كبيرة تطال المواطنين ، وقد بدأت فعلا ارهاصاتها حيث توقف ضخ النفط في كثير من الحقول نظراً لامتلاء الخزانات مع احجام نقلات النفط عن القوم لارصفة التحميل ، مما سينعكس بصورة كارثية على أدائها الاقتصادي ، حيث يتوقع أن تعجز حتى عن دفع المرتبات في ظل أزماتها المتفاقمة أصلا ، كما ان احتمالية تضاعف التأمينات على سفن الواردات واردة بشدة لتصاعد مؤشر المخاطرة ، مما سيشكل أعباء غير محتملة تقع على كاهل المواطنين .

كتبه:

امجد الرامي

...#تباً

 

ملحوظة

(  الازمة الاقتصادية التي سيتحدث كبيرة بحيث لن تعالجها كل كراتين التمر السعودي )

.