من الورقة او القصاصة الصغيرة التي كتبت فيها بنودها واهدافها ومن التوقيت الزمني الذي استغرق كتابتها ، هكذا نظروا اليها وبسخرية واستهزاء تعاملوا بها ، وعوملنا نحن الجنوبيين فيها ، حتى اندلاع الحرب ضدنا، واجتياح الوطن حينها واحتلاله ، جنوب الارض والانسان .
كانوا لا يكترثون لها ولا يعيرون لبنودها ، حتى غلبت اهوائهم على مبادئا فصرنا كارهين لها والمطالبة بالغائها بعد ان صارت في غير الواقع .
من هنا بدأ حبهم وعشقهم الازلي لاسمها فقط وتاريخها ميلادها المشئوم " عيدهم المبارك" والغريب في الامر انهم يحرمون علينا شرعا نكثها بحجة توقيعنا عليها ، وهل التوقيع على قصاصة يحل احتلال وطن وانتهاك الاعراض واغتصاب الارض ؟هل التوقيع على هذه القصاصة بالذات التقوقع حولها يعتبر معجزة العصر يجب الالتزام بالاسم فقط.
وكم قصاصات تلتها "وثيقة عهد واتفاق" من قبلنا " وخيانة ومؤامرة " من طرفهم حسبما وصفوها ،وهناك قرارت اممية وقتئذ للاحتلال ، وكم اكوام من القصاصات التي وقع عليها قضاة محاكمهم " اعلى هيئة تشريعيه " يسمونها ، ولا يتم تنفيذها وبجرة قلم من متنفذ يتم القائها ورفض بنودها .
غريبون هؤلاء في تعاملهم مع العهود والمواثيق ، يشترطون ويوقعون ، وفوق هذا كله لا يعملون بالمضامين ، محاولين الزام كل من يعاملهم بمواثيق ان يصمت ويقبل بهواجسهم ، والّا فانهم ناكثي عهد أقترفوا جرما في نظرياتهم الهوجاء.