هي أنبل المعارك في وطن الساسة الصامتون، المستغرقون في إدارة المعارك البينية.
في الصورة أبين لغم إرهابي يستهدف الناس ، فيما تغطي الجعجعة السياسية الإرهاب ، وتشرعن له القتل باستحضار الخصومة مع القوات الجنوبية، وترقيتها إلى مستوى المعركة الأولى ، وليس الارهاب هو معركة الجميع، وآداة نسف لمشاريع وخطابات ومستقبل الجميع.
إذا كان البطل سالم قطن قد أجاب ساخراً عقب تحرير أبين، عن سؤال أحد الصحفيين المندهشين أين هم عناصر الإرهاب؟ ، بالقول لقد عادوا إلى المعسكرات ، فإن الإجابة اليوم على ذات السؤال ، ستكون بشقين، عادوا إلى المعسكرات في مأرب وحضرموت، والجزء الآخر المهم منهم عادوا إلى مقرات الأحزاب الدينية الشريكة في الحكم، وفي حماية وتبرير وتغطية الإرهاب.
الإرهاب لن يكسب جولة المواجهة، فما خسره في شبوة لن يربحه في أبين أو أي رقعة في الجنوب اياً كانت التضحيات والفواتير التي يتم دفعها ، فكُرة النار ماضية في تدحرجها نحو حضرموت والمهرة ، ولن تقف قبل أن تحرق أوكار آخر قلاع الإرهاب في تعز.
الآن لا مجال لإستحضار خصومات وتباينات المشاريع السياسية ،فالإرهاب يوحد الكل، يصيغ خارطة تفاهمات تضربه في العمق ، ولن يُتاح له تكرار بناء إمارته الطالبانية ، كما هو حال فرض نموذجه القندهاري القهري في تعز ، التي تلفظه نُخب كل الناس هناك ،
حيث لا مشتركات بين مدينة الثقافة وبؤر الموت الغادر الجبان، وإن تلفع بعباءة شعارات براقة، تلهج كذباً بإسم الوطن ، وحراب تقتل بإسم الله.
الآن الموقف من الإرهاب يضع نقطته الأخيرة في دفتر الفرز ، حيث لا مجال لأنصاف الخُطى لا مجال لأنصاف المواقف، لا مجال لأنصاف الكلام.
*- خالد سلمان