ما الذي يثير غضب الإصلاح والح وثي من التقارب الجنوبي الجنوبي، ويوحد ماكيناتهم الإعلامية لمهاجمة محاولة إعادة التفكير بذهنية خلاقة من خارج الصندوق ، محاولة لا تستعيد موجبات إحياء الصراع بل ردمه وإجتثاث مسبباته إلى غير رجعة.
هذه الهيستيريا الموزعة على طرفي الجماعتين الدينيتين، ضد فكرة التصالح ولقاءات القيادات السياسية ، ونزع فتيل التوتر بين أطراف الخنادق العسكرية المتقابلة في أبين، وتوحيد جهدهما لمحاربة تنظيمات الإرهاب ، يثبت حقيقة أن هناك من يستثمر في الحرب الجنوبية الجنوبية ،تحت شعارات مكذوبة ومضللة، كمحاربة الإنفصال والتراص خلف الوحدة ، في حين أن الهدف هو إبقاء الجنوب عبارة عن مربعات مخترقة، ضعيفة يسهل إجتياحها من داخلها وبدم أبناءها.
هذا الهياج الإعلامي لتقارب الجنوب على المستويين السياسي والعسكري ، يكشف أن هناك طرف من مصلحته إبقاء الجرح طرياً نازفاً ، وأن الإصلاح والح وثي مهما أدعيا الخلاف إلا أنهما يتفقان على قضية واحدة ،ويقفان على أرضية مشتركة عنوانها لا لجنوب متماسك مترابط الأوصال ، ولا تسوية لقضيته خارج مظلتهما ببعدها الإقصائي.
هكذا يتوحد الخطاب الإعلامي على مصفوفة عدائية :
الرئاسي باطل
الإنتقالي خطر جسيم.
إلتئام جرح الجنوب وتفاهمات شركاء العمل السياسي خطوة ضد الوطن ، فيما الحقيقة هو خطر يهدد مصالحهم ، في بسط وإقتسام السلطة والثروة وإحتكار القرار وتغييب نصف الخارطة .
ما حدث في الجنوب من مصالحة ، نتمنى أن تحدث بين القوى الحقيقية في الشمال ، ما يساعد على تسريع إنهاء حرب المذاهب، وتهيئة فرصة الإلتقاء عند تسوية متوافق عليها ، ونقطة حل مشترك لا يلغي الآخر ، ويستقيم عوده على حق تقرير المصير .
خالد سلمان
.