استهجن بعضهم زيارة محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير لمدينة "الروضة " وزيارة المعامل النسيجية التي اشتهرت بها هذه المدينة العريقة ووفرت من خلالها مئات فرص عمل لشباب وشابات واسر حفظت كرامتهم من متربة الفقر بفضل الله ثم بفضل عقول حية لا فرقعات اعلامية لثلة من ابناء تلك المدينة اسسوا منذ سبعينات القرن الماضي تلك التجربة حتى وضعوا مدينتهم في قائمة المدن المنتجة وغزت مدينتهم الاسواق باسمها المميز ولن يضير المحافظ تساؤلهم عن اهمية منتج "أكبر معوز" فعمليا لا اهمية له لكن رمزية كبيرة لتلك الفئة المنتجة
اي زائر "لمصر العربية" يرى ان "مكانس عمال النظافة" في شوارع القاهرة من انتاج جمعيات حرفية تصنع مكانس من الشماريخ التي يتدلى منها ثمر البلح ، ليس لان مصر عاجزة عن معمل ينتج مكانس لشوارعها لكنها تدعم جمعيات حرفية انتاجية تعيل اسر ويجد المتسوّق في اسواقها مئات الاصناف من منتجات حرفية من كل الاصناف
و"بغمزهم" انه كان الاجدر ان يسأل مدير التربية والتعليم
لماذا المدارس مغلقة!!؟ ماهي إحتياحات المعلمين!!؟ لماذا ابناءنا في الشوارع !!؟ ماهي المعالجات لعودة المدارس!!؟
وهي تساؤلات مشروعة لكنها متخابثة مسمومة توحي بان المشكلة من المحافظة ووليدة اليوم بينما وجودها وتجددها مع بداية كل عام دراسي وما حلها اي من المحافظين ولا وزارة التعليم ولا المالية ولا الحكومة وليست خاصة بشبوة حتى تكون مسؤوليتها كاملة على المحافظة لتضع معالجات ، لكنها مركزية وحلولها بيد الحكومة ووزاتي التعليم والمالية ورغم ذلك فان على المحافظة ان تضغط على الجهات ذات الاختصاص لحلها
لو تساءلنا من دمر التعليم الذي ظلت وزارته مع "تجمع الاصلاح" منذ عام 90 ولماذا الاصرارا ان تظل معهم في اي تغيير وزاري وفي عهدهم ادخلوا البدائل !! وغيرها من الانماط التي اوصلت التعليم لحالته المزرية لذا فتقييم التعليم اعمق من تلك التساؤلات او من زيادة رواتب وعلاوات معلمين انما يتطلب مواجهة ارث اوصل التعليم الى العقم وتقييم جودته ورداءته عبر رؤية ومناهج ومخرجات مع اعطاء المعلم حقه ليحقق ذلك
منسوجات الروضة لن ينقل شبوة إلى مصاف الدول المتقدمة كما غمزوا لكنها توجد فرص عمل وليس عيبا ان يلبي اي محافظ دعوتهم ، على الاقل هذه الصناعة ثابته من سبعينات القرن الماضي ليس كالميناء "اياه" الذي انطبق عليه المثل الصيني "تمخض الجبل فولد فارا ميتا " فانحسر البحر عن "صهروج" شبه خردة في عرض البحر مملوك لتاجر وصار منجزا تنمويا "ويا ويل من شكك فيه" فاضمحل كموجة متهالكة على شاطئ بحر العرب
جامعة شبوة فطموح الكل يريده لكن لن تنجح جامعة ومخرجات التعليم الاساسي والثانوي كسيحة او عرجاء ومعلمها ماتحت خط الفقر، فكان جدير بمن وضعوا خطط المستقبل "ودربكونا بها" ان يضعوا سياسات للتعليم في منهجها ومخرجاتها لكي لانصل الى هذا الوضع الذي تعانيه مدارس التعليم الاساسي والثانوي فمخرجاتهما هما مدخلات الجامعة وليس صنع فرقعات اعلامية لا يمر عام الا وهم يلقون الاتهامات بان جامعة شبوة بدون موازنة وكادرها لا ينال حقوقه مقارنة بجامعة كذا
ألم تتأسس ومواردها ثابتة ام أسسوها على "لله يامحسنين"!!؟
2سبتمر2022م