ظهرت أواخر النصف الأول من القرن العشرين الماضي دعوات بهويات قوية معارضة للقومية العربية من أهمها الدعوة إلى القومية الشامية (سوريا الكبرى) والقومية الفرعونية في مصر العربية والقومية اليمنية في مايقع جنوب الكعبة المشرفة.. والغريب أن القومية الشامية أدت بلبنان وسوريا وفلسطين معا الى ماهم عليه من حال مزري بينما اسرائيل تم استثناءها ومثلها الأردن مؤقتا تصارع قدرها للبقاء على قيد الحياة والأمر نفسه ينسحب على اليمن والجنوب اللذان مرا بتجربة القومية اليمنية كبديل للقومية العربية ومنذ عام1994 وهما في صراع مرير ودامي مازال محتدما حتى اللحظة.
أن القوميتين الشامية واليمنية ليس لوجودهما مستند تاريخي يأصل دعوتهما غير الرغبة في الأطماع التوسعية التي تملكت القوميين الشاميين والقوميين اليمنيين فالتسميتين كما جاءت في التوراة بيامنت وشامت ليس غير توصيف جهوي المقصود به مايقع شمال الكعبة شامت ومايقع جنوب الكعبة يامنت والتسميتين لم تكن هويتين لقومية بعينها في كليهما رغم أن حظ الشام بوضعه السياسي والوطني الذي تأسس وفق استقلاله افضل من حظ اليمن الذي استقل في 2نوفمبر1918 باسم المملكة المتوكلية الهاشمية وزين اخر والي للدونمة التركية التي كانت تحتل الإقليمين الزيدي الاعلى والشافعي الاسفل وأصبح اهم مستشار سياسي للامام يحيى بن مح حميد الدين فزين تغير الهوية السياسية للدولة من الهاشمية إلى اليمنية عام 1930م وذلك ما أدى الصدام العسكري مع الملك عبد العزيز ال سعود عام1933م حول حدود القومية اليمنية وفي عام 1934 تم توقيع معاهدة ترسيم الحدود بين السعودية ومملكة اليمن وغابت دولة إمارة الادريسي ودولة ال عائض في عسير.. لكن الامام أحمد الذي خلف والده في الحكم ظل متمسكا بدعاوية بالقومية اليمنية ومايسميها الحدود اليمانية القديمة وفي احتفال بذكرى الاستقلال وزعت البعثة اليمنية في نيويورك عام 1959 دعوة لحفل بذكرى الاستقلال علي كارت الدعوة الأنيق خريطة لما يسميه القوميين اليمنيين باليمن الكبرى امتدت من مكة المكرمة جنوبا إلى مياه البحر العربي وشرقا إلى مياه الخليج العربي والاحساء وجنوب نجد مما أثار استغراب أعضاء البعثات الديبلوماسية من تلك الخريطة الغريبة التي مازال القوميين اليمنيين متمسكين بها وإن كان بتقية سياسية حاليا.
وبتوجيه من القوميين الشاميين غير القوميين اسم الجنوب العربي بعد استقلاله في 30نوفمبر1967 إلى الهوية اليمانية ليقعو في نفس مطب القومية اليمنية.. بينما القومية الفرعونية اكتشف دعاتها أن الفراعنة من أصل العرب وليس قومية مختلفة عن القومية العربية.
الباحث/ علي محمد السليماني