مع انتقال عمل المنظمات الانسانية الدولية الى عدن لتتمدد في محافظات الجنوب خرجت الحملات المتضررة من انتقالها بدعوى الحرص على الدين والاخلاق من تلك المنظمات وقالوا: انها تستغوي الفتيات!! وتعقد لقاءات تعارف!! وتنشر المجون!! وتحارب الدين ..الخ حملة ركّزت على الجانب الحساس في المجتمع الجنوبي المحافظ واتخذت نشطاء جنوبيين يقومون بالمهمة سواء بفهم لمقاصد الحملة او بعدم فهم ، لتجعل الجنوبيون يحاربون مصالحهم بذاتهم!!
المنظمات الانسانية اخلاقية في صنعاء ومحافظات الشمال!! وغير اخلاقية في عدن ومحافظات الجنوب!!
هل هذا المعنى بريء ولا يخلو من التوظيف!!؟ هل نحن ساذجون لدرجة ان نصدّق ذلك !!؟
الحملة بهذا المعني ضمن اجندة اليمننة للامساك بكل شيء في الجنوب وتقديمه للعالم عبر "فلاترهم" ، فهذه المنظمات استوطنت صنعاء والشمال منذ عقود واتخذها الشماليون منابر لترسيخ علاقتهم بالغرب وتقديم كل اجندتهم من خلالها ولم نسمع عنها اي تهمة انها "غير اخلاقية" حين كانت ومازالت تنشط في الشمال !!
الحملة تتعاضد فيها كل نخب اليمننة لمنع استيطان تلك المنظمات في الجنوب لكي لا تعرف الحقيقة فيه كما هي ؛ بل ؛ يريدونها ان تظل مركزية في صنعاء والشمال ليعطوها المعلومات عن الجنوب عبرهم ، وكما يريدون هم ان تفهمه تلك المنظمات ودولها ، وهو ان الجنوب ملاذ للارهاب والتطرف والتزمت غير آمن...الخ
هم لا يستطيعون منعها الا باستثارة وتهييج الحاضنة الجنوبية وتخويفها لرفض استيطان تلك المنظمات في الجنوب ، خاصة ان الحوثة بالذات يريدون اقناع المنظمات بان بقاءها في صنعاء افضل من انتقالها الى عدن وتؤيدهم كل نخب اليمننة حتى التي تختلف مع الحوثي!!
لمصلحة مَن الحملة على المنظمات في عدن ومحافظات الجنوب المحررة !!؟
كيف استطاعوا استدراج نشطاء جنوبيين وجعلوهم اداة لمحاربة المنظمات في الجنوب!!؟
عندما يجيب كل منا عن ذلك -بمعزل عن التعبئة- يعرف الجهة المستفيدة!! ويعرف الجهة الخاسرة ، وان الجنوب غير مستفيد من هذه الحملة ضد المنظمات بل الخاسر الاكبر
يجب ان يكون الجميع مع مراقبة اداء ونشاط تلك المنظمات فهي ايضا لها اجندتها ، ونقد مايستوجب النقد في نشاطها لكن ان يتحول الى هجوم ضدها ومنعها من العمل في الجنوب وبقاء نشاطها في الشمال لاعلاقة له بالاخلاق ولايخدم الجنوب اطلاقا بل يخدم جهات تريد ان تمنع نشاط تلك المنظمات في الجنوب وهي معروفة
كل او معظم العاملين في المنظمات من ابناء محافظات الجنوب ولن يصل بهم اللؤم والانحطاط ان يكونوا معول هدم لمجتمعهم كما ان في المحافظات جهات امنية وسياسية ومجتمعية لن ترضى بذلك وهي تراقب نشاط كل شي في المحافظات فالمجتمع مجتمعهم والاسر اسرهم
27يونيو2022م