حرب الاستئثار بسلطة الشرعية

2022-05-31 13:44

 

وضع سياسي متوقع أن يصل إليه فريق مجلس القيادة الرئاسي إلى التخاصم والتنازع فيما بينهم الذي سيقودهم إلى نشوب حرب عسكرية، فيها يريد كلا من الفريقين المتخاصمين سياسيا الاستئثار بسلطة الشرعية المعترف بها لنفسه، فريق بقيادة العليمي المتطلع إلى إعادة شرعية اليمننة، وفريق بقيادة الزبيدي المتطلع إلى فرض شرعية جنوبية خالصة.

 

 وبغض النظر إلى عدد المنتمين أو المتعاطفين من أعضاء المجلس الرئاسي إلى أي من الفريقين أو المحايدين إلا أن الانقسام السياسي سيفضي إلى فريقين فقط لاثالث لهم، ولايعني بالضرورة أن الفريق الذي يحتوي على اكثر الأعضاء سيكون هو المنتصر، وأنما سيكون النصر للفريق ذي المشروع السياسي النضالي المدعوم بمقومات الجغرافية والأرض والشعب والجيش .

 

لايلام فريق القائد الزبيدي من التطلع إلى فرض شرعية جنوبية خالصة على مستوى الرئاسة والاستئثار بها للجنوبيبن فقط ، حتى ولو كان تحقيق ذلك الفرض يتحتم على الانتقالي خوض الحرب العسكرية ضد فريق العليمي ، لحيث وهذا التطلع قد بني على مقومات نضالية كبيرة من قبل شعب الجنوب لايمكن التنازل عنها ، كمقوم النضال السلمي الجنوبي ومقوم الحرب العسكرية ضد الجماعات الشمالية في الجنوب ، ومقوم التضحيات الكبيرة التي بذلها الشعب الجنوبي في النضال السلمي وفي النضال العسكري ، ومقوم تأسيس مؤسستي الجيش والأمن الجنوبيتين ومقوم الصبر والثبات والتماسك الذي تحلى به شعب الجنوب أمام جميع مؤامرات القوى الشمالية المتنوعة بين إرهاب خدماتي وإرهاب ديني وإرهاب عسكري  .

 

بينما سيكون اللوم على فريق العليمي ، لكونه كان هو السبب في زرع بذرة الشقاق بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ، وذلك لمحاولته تسيير الشؤون السياسية والعسكرية والأمنية والخدماتية لمجلس القيادة الرئاسي على نفس موال  سلوكيات سلطة الإخوان وهادي ، كمحاولة فرض شرعية اليمننة على جغرافية الجنوب والاستئثار بها للشماليين وأعوانهم من بعض الجنوبيين ، ومحاولة السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن عسكريا وأمنيا وسياسيا ، وكذلك محاولتهم أحتواء كيان المجلس الانتقالي الجنوبي النضالي وتشتيت قوات الجيش والأمن الجنوبيتين وطردهم من وظائفهم ، وهذه محال أن يرضى بفرضها ابسط مواطن جنوبي  .

 

هذا اللوم القوي الذي سيكون من قبل شعب الجنوب ومن قبل دول الإقليم والعالم ضد فريق العليمي المنتظر هزيمة ساحقة من قبل فريق القائد الزبيدي سيكون معذورا بمبررات أن العليمي وفريقه قد خرجوا عن المهام الرئيسية التي من اجلها تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، كالتوحد في التوجه لمحاربة الحوثيين ، والتوحد في توفير وإصلاح خدمات العاصمة الجنوبية عدن ، وعلى أثر هذه الهزيمة التي سيتلقاها فريق العليمي بإذن الله عليها ستعلوا الشرعية الجنوبية الخالصة وسيتوالي الاعتراف بها .

 

عادل العبيدي