تعود الاشهر بمسمياتها كل عام.. لكن الاقدار تخترم احبة لا يعودون، هكذا المفارقة المؤلمة في العلاقة بين دورة الزمان ورغبات الاحياء بان لا يفارقون من يحبون
23 مايو 2015 يوم عاد، ويعود مع تكرار الاعوام والسنون ، ففي مثل هذا اليوم من سبع سنين لقي ربه سعيد محمد الدويل باراس ، نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله احدا ، رحل مقاوما وقائدا مثقلا بديون للمقاومة
خلال السنوات السبع التحق به زملاء اعزاء له، وانتخى كرام سددوا مايستطيعون في قضائها، ومنهم من نسيه وقد ظن انهم لن ينسوه؛ بل؛ ومَن ظننا وظن بهم استكثروا توصية علها تساعد ولو جزء في قضاء دينه، وآخرون مازالوا يسالون عن ديونه وهل من جهة رسمية ساهمت في قضائها!!؟ ، وطبعا الاجابة بالنفي ؛ فتلك دماء لشهداء ليسوا في القائمة المحظية التي تتكرم السلطة بقضائها وليسوا من احزاب الحظوة حتى تجد بنودا لتسديدها
رحل، وفي وجداننا ومشاعرنا هو ذاك الابن الرضي، حزنت والطبيعي ان يحزن اب على ابنه، حزنت عليه وحزنت على شباب من بني عمّه وشباب من غيرهم سقطوا في ميادين القتال وهم يدافعون عن شرف محافظتهم وشرف الجنوب وكبرياء اهله بان لايكونوا ملحقين بين عصبوية صنعاء وطائفيتها، سقطوا دفاعا عن وطنهم وعن اهاليهم وعن شرفهم، اختاروا القتال والموت بشرف مع فقر ذات اليد، وجادوا باعز وأغلى مايملكون "والجود بالنفس اغلى غاية الجود" بينما آخرون انكروا تضحياتهم وتساءلوا ؛ بانكار ؛ مَن امرهم بذلك!! ؟ فصار اعداد العدة للدفاع عن الاوطان يتطلب اذنا حزبيا
وارادت جهات طمس تضحياتهم وتزوير التاريخ فدمروا معرض شهداء شبوة الذي كان وفاءً معنويا وثّقهُ شرفاء عرفانا بهم ، لكنه تاريخ دماء عصية على التدليس ونسج الاكاذيب
سبقه في معارك الاجتياح الحوثي رتل من الشهداء ، ولحقه رتل ، ومازالت الارتال مشاريع شهادة ماظل الانقلاب يدين بالغزو ويظن ان له حق الهي ان يغزو ويلحق ومادامت اليمننة كل اليمننة مشروع الحاق وضم واحتلال واجتياح مهما قدموا لذلك من مسميات ومهما "مكيجوه " بالشعارات
جدّت امور وتغيرت تحالفات وتغيرت مواقف لكن جرح الفقد يظل باقيا وان هدأت حرارة لحظة الفقد في الفؤاد
تامل فقده في وجوه ابيه وامه واخوانه واخواته وزوجته وابنتيه ونموهن وبراءتهن وكيف ان الحياة تسير مهما احببنا وفقدنا او تالمنا او بكينا فمن حكمة الله ان المصيبة تنزل كبيرة مؤلمة فاجعة لكن الايام تمتصها
يكفيه فخرا انه خرج مثل ابطال اخرين من هذه الحرب مديونا بينما غيره اثراء وفسد وسرق ويجد من الطبالين من يطبلون لوطنيه ويصفقون لمهاراته وحرصه على المصلحة الوطنية
رحم الشهيد الابن سعيد محمد الدويل وكل الشهداء الذين استشهدوا على درب الدفاع عن اوطانهم من رجس الاحتلال
ولا نامت اعين الجبناء
23مايو 2022م