وللحديث عن هذا الموضوع استشهد بالنقاط الثلاث التي قام بطرحها الأديب والكاتب والباحث السياسي الجنوبي المعروف الأستاذ/ د. عيدروس نصر ناصر احد اعضاء البرلمان اليمني المنتهية ولايته،على أعضاء المجالس اليمنية الثلاثة،أثناء الجلستين اللتين جمعتهم بالعاصمة الجنوبية عدن في ٢٠و٢١ من أبريل الحالي.
والتي قام بنشرها على صفحته في الفيسبوك، بمنشوره الموسوم ب
من هم المغرِّزون؟؟
والتي طالب
فيها الحكومة والبرلمان ومجلس القيادة اليمني
بتقديم الاعتذار للشعب الجنوبي عن ثلاثة أمور:
تعرض لها شباب ثورة الحراك السلمي الجنوبي على مدى أكثر من ربع قرن والتي بلغت ضحاياها أكثر من عشرة آلاف شهيد وضعفهم من الجرحى والمعوقين والمنفيين والمعتقلين وضحايا المحاكمات الصورية بتهم ملفقة.
(الجنوبيين) وهزيمة المسلمين (الشماليين).
حسب تعبير الدكتور الديلمي.
حيث أن هذه النقاط الثلاث، التي تفضل بطرحها الدكتور عيدروس نصر كانت كافية لوضع النقاط الحروف،ليتجلى من خلالها، حسن النية من قبل الطرف الآخر، واختبار مبكر لهم فيما إذا ما كانوا جادّين، وصادقين في العمل الوطني المشترك المخلص، والصادق، والذي يعد ضرورة حتمية تتطلبها المرحلة الجديدة هذه، ومن الجميع، ولكن المؤسف هنا ليس لعدم تعاطيهم بجدية وإيجابية معها فحسب، بل لأخذهم لها بالسخرية والاستهتار، وكأن شعب الجنوب لم يتعرض لشيء من قِبلهم على مدى العقدين والنيف الماضية، وأن حصل شيء يعد في نظرهم بالطبيعي، ومن الماضي.
مع أنهم لن يخسرون شيءً، بل بالعكس سيظهرون حسن نواياهم، ومصداقيتهم، تجاه شعب الجنوب، بتغيّر نظرتهم الحاقدة له، وممارساتهم العدوانية تجاهه، إذا ما قاموا بالاعتذار له، وفي نفس الوقت يؤكدون مصداقيتهم لإنجاح المرحلة الانتقالية التي تعد آخر المراحل والفرص لهم، إذا ما كانوا جادين باستعادة دولتهم.
لكن هذا الرفض، يظهر نواياهم السيئة ويؤكد بأن نفس العقليات المريضة، والمتغطرسةوالعنجهية التي دمرت البلدين شمال وجنوب، وإبادت شعبيهما لكي تظل هي المتسلطة عليهما،على حساب دمائمهما واشلائهما ومعاناتهما، مكانها هي لم تتغير رغم تغيّر الأوضاع.
وأرى بأن هذا الرفض مؤشر فشل مبكر للشراكة الجديدة،وسيتحول إلى شراك، بدل من الشراكة، وينبغي وضعه في الحسبان، من قبل الطرف الجنوبي باعتباره جرس إنذار له، ليعمل حسابه لكل شاردة وواردة، قبل أن يقع في الشراك مرة أخرى،
هذا والله من وراء القصد.
عبدالحكيم الدهشلي
28 أبريل 2022م