يقينا بأن الحرب على الجنوب وكما أثبتت لنا تجربتنا المرة خلال السنوات الماضية؛ بأن أعداء الجنوب وبمختلف عناوينهم ومسمياتهم ورغم تعدد منطلقاتهم وتبايناتهم الظاهرة؛ إلا أنهم جميعا ينسقون أفعالهم ومتفقون على أن تكون حربهم ضد الجنوب متعددة المعارك والميادين والوسائل والأبعاد؛ فمن حرب الخدمات إلى الإغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية؛ ولن تكون حادثة إغتيال القائد الإستثنائي الشهيد البطل اللواء ثابت مثنى جواس رحمة الله تغشاه يوم أمس آخرها؛ ويتسق مع ذلك ولذات الهدف قطع المرتبات على أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل؛ وهم رمز وعزة وعنوان كرامتنا الوطنية وفخرنا في ميادين الشرف والمواجهة مع كل أعداء الجنوب وقضيته. وتأتي عملية نشر الفوضى وبصورها المختلفة وتشجيع كل السلوكيات المخلة بالأمن والنظام والقانون؛ وجعل الفساد والإفساد وحمايته أو التستر عليه وبأكثر من غطاء لتكون قاعدة مألوفة وطبيعية في حياة المجتمع؛ ليدفعوا الناس مجبرين لأن يمارسوا كل ذلك للحصول على حقوقهم أو للدفاع عنها؛ ناهيك عن نشر الشائعات والإبداع في إخراجها وتوقيتاتها؛ والبحث عن كل ما من شأنه إشعال نار الفتنة وتغذيتها بين أبناء الجنوب. ومن هذا المنطلق فإن الضرورة الوطنية تقتضي أعلى درجة الحذر واليقظة وإعادة تقييم الأداء في مختلف الهيئات والمؤسسات الجنوبية المعنية على تعددها؛ وهي مهمة وطنية تنتصب أمام كل المسؤولين الوطنيين من أبناء الجنوب دون إستثناء؛ ومنها وأولها الأجهزة والوحدات الأمنية والشرطوية والوقوف جديا أمام دورها الأمني ببعديه الإستخباري والبحثي وكذلك الوقائي؛ وتصحيح الخلل أينما وجد ذلك؛ وإبعاد وتغيير كل من تثبت التجربة عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية وتأدية واجباتهم وعلى النحو المطلوب؛ وكذلك تأهيل وإعادة التأهيل للمنتسبين لهذه الأجهزة ومدها بالوسائل الحديثة لتتمكن من أداء ما عليها من واجبات؛ ووضع حد لحالات الإختراقات القائمة وبأشكال متعددة وبطرق ووسائل كثيرة؛ فالأمر لم يعد يحتمل المزيد من الصبر على هكذا وضع لأنه ببساطة بخدم أعداء الجنوب ويمنحهم المزيد من الوقت لإستكمال مخططهم الإجرامي ووفقا لقوائمهم المعدة بشأن الإغتيالات وغيرها من وسائل شن الحرب على الجنوب وما أكثرها.