ما حدث ويحدث داخل عدن بين وقت وآخر من أحداث مؤسفة ومواجهات عسكرية مسلحة دامية بين قوات أمنية هي معنية بالأصل بحماية أمن العاصمة وسكانها؛ لهو أمر خطير للغاية ويستدعي معرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء كل هذه التصرفات غير المسؤولة؛ وإتخاذ كل الإجراءات والتدابير القانونية للمحاسبة الصارمة والفورية لكل من تسبب في ذلك وبعيدا عن أية إعتبارات أخرى . ففي ذلك وعبر ذلك فقط تتجسد المصداقية والمسؤولية الوطنية ويتم قطع الطريق أمام من يريدون للفوضى أن تكون عنوانا ثابتا للعاصمة الحبيبة عدن وجحيما لأهلها؛ وفي نفس الوقت الإساءة البالغة للتضحيات العظيمة التي قدمت من أجل الجنوب ومشروعه الوطني . فأعداء الجنوب يتمنون أن تستمر هذه الحالة المقلقة والخطيرة بل ولا يستبعد أن تكون لهم يد في بعض ما يحصل؛ فهم يجدون في كل ذلك مدخلا مناسبا للإنقضاض عليه؛ وفرصة ذهبية لهم عبر تقديم وتضخيم الصورة المشوهة للأوضاع في عدن وعموم محافظات الجنوب؛ وإستغلالها عبر أكثر من وسيلة وتوجيه رسالة مغلوطة للإقليم والعالم بأن من يتولون أمر العاصمة ليسوا سوى ( جماعات ) ومليشيات مسلحة غير جديرة ببناء أسس وقواعد الدولة التي يتغنون بها صباحا ومساء وبأن هدفهم الأسمى والأكبر هو إستعادتها؛ وليقولوا لكل من يتعاطف مع الجنوب ويسانده في قضيته الوطنية المشروعة؛ بأن هؤلاء غير جديرين بأن يكونوا شركاء لكم ولا مع غيركم طالما وهذا هو سلوكهم ! الأمر الذي يتطلب موقفا جادا وحاسما ونهائيا لوضع حد لمثل هذا السلوك الدخيل على مجتمعنا ومؤسساته الأمنية والدفاعية في الجنوب؛ وهي مهمة وطنية أصيلة تقف اليوم أمام الجميع وبدرجة رئيسية أمام كل القيادات المعنية بالأمر داخل العاصمة عدن وفي غيرها كذلك . وعليها أن تدرك تماما بأن ذلك سيكون جزءا مكملا لنجاحات وإنتصارات القوات المسلحة الجنوبية وفي طليعتها ألوية العمالقة الجنوبية البطلة وسيعزز من ثبات قواتنا المسلحة وصمودها على مختلف الجبهات؛ ويحافظ في نفس الوقت على ثقة الناس بتلك القيادات وبصحة وصواب موقفها وقدرتها على إتخاذ القرارات المناسبة وفي الوقت المناسب وقبل فوات الآوان.