لم تشهد أسعار الأدوية أي هبوط منذ الوهلة الأولى لتعافي العملة التي كانت دائما ما تتحجج شركات الأدوية بتدهور العملة من قبل لرفع أسعار أدويتها، وما أن تعافت العملة بقت على غلاءها الفاحش في موقف معيب دينيا واخلاقيا وانسانيا.
لا زالت نيران أسعار الأدوية تلهب قلوب المرضى وتجبر الكثير منهم على عدم زيارة المستشفيات الحكومية فكيف بالخاصة خوفا من تكاليف باهظة وأدوية أسعارها خيالية لا يقدر على شراءها أصحاب الدخل المتوسط فكيف بأصحاب الدخل المحدود والفقراء مما يجعلهم مضطرين على المكوث في بيوتهم ومواجهة مضاعفات مرضهم بحرقة وأنين.
شركات أدوية كثيرة- إلا من رحم ربي- غاب عنها ضميرها فباعت نفسها للشيطان فتراها تلجأ إلى تسويق ادويتها بعد أن فشلت في تسويقها وفقا لفعاليتها وجودتها، باستخدام سياسة الاستغلال عنوانها التصريف مقابل نسب معينة أو هدايا عينية مستغلة بعض الأدوات الرخيصة- إلا من رحم ربي- لأجل دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع.
عدم تفعيل دور الرقابة والمحاسبة والفساد المستشري في مفاصل الدولة جعل تلك الشركات تتمادى في جشعها غير مدركة أن الله رقيب حسيب وأن دعوات الناس لن تذهب سدى وان الله يمهل ولا يهمل.
في الأخير أنا لست متحاملا على أي شركة بقدر ما أنا ناصحا جميع شركات الأدوية العودة إلى رشدها والتخفيف من معاناة الناس والتماشي مع تعافي العملة مثل ما تتماشى مع تدهورها، فالشعب لم يعد بمقدوره الحصول على لقمة عيشه فكيف بالحصول على أدوية أسعارها نار تحرق جبينه.
ودمتم في رعاية الله