أحدثت مقابلة رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي عيدروس قاسم بن عبدالعزيز الزبيدي؛ مع قناة (الحدث) السعودية مساء الخميس الماضي؛ الكثير من ردود الأفعال المتفائلة جدا لدى الرأي العام الجنوبي؛ لكونها تمثل من وجهة نظرهم تحولا مهما في موقف الإعلام السعودي لجهة التعاطي مع الجنوب وقضيته الوطنية العادلة؛ بعد أن كانت بعض وسائل هذا الإعلام ولأسباب كثيرة تتجاهل ما يعتمل على ساحة الجنوب من تحولات ذات مغزى وتغييرات صنعتها بطولات هذا الشعب وصموده وتضحياته العظيمة التي أمتدت لسنوات طويلة؛ بل ووصل الأمر في بعض الأحيان لحد تشويه صورة ما يجري على الواقع وبث معلومات مغلوطة ولصالح قوى وأطراف معادية للجنوب ومشروعه الوطني مع الأسف.
لقد سبق لنا وأن عبرنا مرارا عن أهمية العلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية؛ لما تمثله من ثقل ومكانة في الإقليم؛ ولدورها المحوري في المنطقة العربية على إمتداد ساحاتها وتنوع وتعدد قضاياها وتطلعاتها المختلفة وإسهاماتها في حلحلة الكثير من المشكلات التي تنشأ هنا وهناك.
ومن هذا المنطلق ولأسباب أخرى كثيرة فإن وجود علاقات أخوية متينة ومستقرة بين شعبينا تفرضه طبيعة التحديات الكثيرة والمتغيرات الدراماتيكية من حولنا؛ وتستدعيه بالضرورة متطلبات الأمن المشترك ومجابهة قوى الإرهاب والتطرف في المنطقة؛ ناهيك عن الحاجة الملحة لإعادة صياغة العلاقة بين الجنوب والمملكة العربية السعودية وبنظرة مستقبلية تتجاوز ما كان قد شابها من قصور وتعثر في الماضي؛ وعلى أسس وقواعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية والإحترام المتبادل للذات الوطنية؛ وتبادل المصالح والمنافع على تعدد مجالاتها وسعة أفقها .
ولعل المدخل الذي نراه أساسا مناسبا ومنطقيا لكل ذلك؛ يتمثل من وجهة نظرنا بوضوح الموقف المطلوب تبلوره سياسيا وبخطوات ملموسة تجاه شعب الجنوب وقضيته الوطنية المشروعة؛ ووفقا لما تمليه طبيعة وظروف الأزمة والحرب القائمة في اليمن اليوم وبكل تعقيداتها وتشابكاتها؛ لأن من شأن ذلك أن يبعث برسائل تطمين واضحة للجنوبيين؛ تتجاوز حالة الإنفراجة الإعلامية التي نأمل أن تكون مقابلة قناة (الحدث) مع رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي تدشينا لذلك؛ وليس مجرد حالة عابرة أملتها ظروف ودواعي سياسية مؤقته؛ وهذا ما نأمل حدوثه في قادم الأيام ولمصلحة الجميع ولصالح الأمن والإستقرار والتنمية مستقبلا .