الجنوبيون الذين تعودوا على الارتماء في حُضن الشمال في كل أزمات الجنوب السابقة والحالية... نأمل أن يراجعوا أنفسهم وضمائرهم وعقولهم، لأن الوطن وطنهم، ووطن أبنائهم وبناتهم وأحفادهم من بعدهم.
فمثلما سلموهم آبائهم هذا الوطن كأمانة منقولة من الذين سبقوهم إليه من قبلهم، لابد عليهم من الاحتفاظ بهذه الأمانة من جيل إلى جيل... إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
بهذا المعنى، يصبح كل فرد منا على أرض هذا الوطن منتفعاً بها لا مالكاً لها، عابراً عليها لا ثابتاً فيها، مؤتمناً عليهاً لا خائناً لمن ضحوا بأرواحهم دفاعاً عنها.
وهكذا، فعندما ندرك أن الوطن أمانة عندنا، وأن علينا الدفاع عنها إلى أن نسلمها للأجيال التي من بعدنا، فهذا يعني أن علينا ألا نسمح لأي فرد فينا مهما تعاظم نفوذه، ولا لأي جماعة مهما كثر عددها، التصرف بشبر واحد من أرض الوطن، ولا بما هو فوق أو تحت هذا الشبر منها.
د عبيد البري