قال الله تعالى في محكم التنزيل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) صدق الله العظيم " سورة الحجرات الآية 6 "
إلى كل العقلاء من أبناء الجنوب وإلى كل الأحرار الذين يعشقون أوطانهم ويعتزون بتاريخهم ونضالهم أتوجه إليكم بهذه الكلمة وفيها جملة من العظات والعبر والنصائح بعد أن لاحظت في الآونة الأخيرة كثرة الدسائس والمؤامرات والفتن التي يتم غزلها أشخاص يتخفون بأسماء وهمية لإثارة الفتن والقلاقل والكراهية بين أبناء الجنوب ومن تلك الدسائس مقالات المدعو / عبدالله بن عبدالرحمن الواحدي الشخصية الهلامية الغامضة التي انتحلت هذا الاسم المجهول الذي يلبس طاقية الاخفاء في محاولات رخيصة لإشعال الفتن بين القبائل والنسيج الاجتماعي بين أبناء شبوة عامة وأبناء العوالق خاصة حيث تتسرب بين الحين والآخر مقالات الدس والوقيعة على لسان المذكور بعاليه ونحن لا نعلم شخصيته وهو لا يجرؤ على ذكر اسمه الحقيقي ولسنا بحاجة الى نبش التاريخ واستدعائه ضد بعضنا البعض واشعال الحرائق فيما بيننا وليس من الحكمة والحصافة الرد على أمثاله !!
ولا يساورني الشك في قبائل الواحدي الذين تربطنا بهم علاقات تاريخية مميزة وهم كما عرفناهم رجال أوفياء لا يغدرون وتاريخهم أشهر من نار على علم ولهم مقام رفيع في الحرب والسلام ولا ينكر شجاعتهم إلا جاحد والمدعو المنتحل أسم الواحدي نقول له إذا كنت تملك ذرة واحدة من الشجاعة أعلن أسمك الصريح وأنتسب وعند ذلك لكل مقام مقال !!
وتعقيبا على ما كتبه الشيخ صالح بن فريد بن عوض الديولي في معرض رده على المذكور الذي ساوره الشك في مقالات ذلك الدعي فإنني أبرأ الى الله أنا واخواني آل فريد بأن ليس لنا يد فيما ورد في منشورات المدعو عبدالله بن عبدالرحمن الواحدي لا من قريب ولا من بعيد وتاريخ العوالق وسلاطينها مذكور ومحفوظ في الكتب ولا ينكر ذلك الا جاحد وكل في مقامه ولابد أن أذكر في معرض هذه العجالة ثلاث نقاط رئيسية وهي كالتالي :
أولا : ان بريطانيا عقدت معاهدة حماية مع الشيخ محسن بن فريد عام 1903م بينما عقدت معاهدتها مع السلطان صالح بن عبدالله في عام 1904م .
ثانيآ : ذكر المؤلف نجيب الريحاني المؤرخ اللبناني في كتابه " ملوك العرب" ما يلي :
العوالق
(هم جيران ال فضل على الساحل, وبلادهم اكبر النواحي التسع, مساحتها مئة ميل ونيف شرقا ومثلها شمالا. وهي تقسم الى قسمين العوالق العليا والعوالق السفلى. اما الأولى فيحكم اليوم قسما منها السلطان صالح بن عبدالله العولقي ومركزه في نصاب. ويحكم قسماً آخر شيخ يعادل بل يفوق السلطان صالح قوة ونفوذاً ومقره يشبم.)
ثالثا : عقد السلطان صالح بن عبدالله العولقي معاهدة الحماية مع بريطانيا عام 1904م أي بعد عام واحد فقط من المعاهدة بين بريطانيا والشيخ محسن بن فريد .
نصيحة أخيرة:
أوجه هذه النصيحة لأبناء دولة العوالق في نصاب واحور وأبناء آل فريد وأدعوهم فيها الى ما يلي :
- الوطن الجنوبي هو بيتنا جميعا الذي يحتوي ويضم كل أبنائه من المهرة حتى باب المندب ومهما حاول الحاسدون والحاقدون والمندسون ضرب نسيجينا الاجتماعي والقبلي لزعزعة هذا الكيان فانهم خائبون وفاشلون بعون الله وقد يقول قائل لماذا توجه النداء لأبناء العوالق تحديدا دون كل القبائل الأخرى ؟!!
وأرد على ذلك بالقول : ان جميع القبائل الجنوبية سواء الحضر أو البادية لا فرق بينهم وبين العوالق فكلهم أحبائي وأهلي ولكنني أوجه هذه الرسالة لكافة أبناء وطني الجنوب العربي الذي يواجه منذ سبع سنوات عجاف حروب مشتعلة ولا زالت تعصف بكيانه وهي حرب عدوانية ظالمة تستهدف الجميع والاستيلاء على مقدرات وسيادة الجنوب وتدمير كيانه ونهب ثرواته باسم الوحدة من خلال التسلل ودق أسافين الفتن بين قبائله ورجاله الأشاوس الذين يريدون مخلصين استعادة الجنوب أرضا وانسانا من الغزوات الهمجية التي دمرت الأخضر واليابس في كل شبر فيه وتريد أن تسوقه الى حظيرة باب اليمن لتحكمه سلاله تعيش بخرافات اسطورية وحتى مشكوك في أصولها وأنسابها ولكن هيهات وأنى لهم ذلك ولكن اللوم والعتب في المقام الأول يقع علينا معشر أبناء الجنوب عامة وأبناء العوالق خاصة الذين أخصهم بهذا النداء لأنهم المستهدفين به حيث انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات هدامه من المدعو زورا وبهتانا عبدالله بن عبد الرحمن الواحدي وقد استهل مقالة بحملة مغرضة على الشيخ عوض بن محمد الوزير الذي عاد الى وطنه !!
والمدعو الواحدي فجر في خصومته وكراهيته ضد سلاطين العوالق وسلالتهم لذر الفتن ، وقد سبق وأن هاجم ذلك المعتوه الضال العوالق سواء كيانات أو زعماء قبائل ورموزا قبلية في منشورات سابقة ، واليوم يعود ويطل علينا هذا الدعي الضال والحاقد ويحاول استدعاء التاريخ ويفسره بما يوافق هواه بشكل فاضح ومخلوط كحاطب ليل الذي يجمع في جرابه ما تلامسه يده ومن ذلك يطعن في الأنساب والأصول لدولة العوالق وسلاطينها دون حياء أ و خجل ، إذ كيف لمثل هذا الإمعة أن يتجرأ على ما يقول إلا وهو يلبس طاقية الاخفاء ويحاول هذا الدعي أن ينفث سمومه وأحقاده بين الدولة وقبائل المحاجر ونرد عليه بالقول
بعد أن قويت شوكة قبائل معن التي كانت مرجعية قبلية وعلى رأسهم سلاطين العوالق لكافة العوالق تفرقوا بالتراضي فيما بينهم حيث غادر آل باقب يشبم عاصمة السلطنة العولقية سابقا عام 1678م ومن ثم اتخذوا نصاب عاصمة لهم ، كما تأسست السلطنة العولقية في أحور بعد أن أخرج الصليحي بني معن من عدن عندما كانوا نوابا للدولة الزيادية ومن ثم أسسوا السلطنة العولقية في أحور ويشبم
ثم قام الشيخ "عبيد بن عبد الملك" بنصح سلاطين العوالق بالخروج من يشبم الى نصاب حقنا للدماء العولقية .
وتاريخهم يملأ صفحات التاريخ والله المستعان على كل ظالم وفي الختام أذكر عبارة كان يرددها المرحوم السلطان عوض بن صالح ّاذا ما أعجبه الكلام يقول لمحدثه" كلام يشله الريح" وفي الختام أدعو أحبائي من شباب دولة العوالق وشباب آل فريد بن ناصر أن لا يفتحوا المجال لمروجي الفتن الذين تحركهم جهات معينة أن لا يعيروا هؤلاء المغرضين اهتماما
والى أبناء العوالق بكافة المكونات أن يسعوا بصدق وإخلاص لإعادة اللحمة العولقية وعدم الخوض في كل ما يؤدي الى الخلاف والشقاق وصدق الله القائل في محكم التنزيل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) صدق الله العظيم " سورة الحجرات الآية 6 "
د . علوي عمر بن فريد