نتمنى أن يكون البيان تعبيرا جادا عن خطوات وإجراءات عملية قادمة وفي القريب العاجل وعلى ضوء معطيات ملموسة وتفاهمات جنوبية مسؤولة؛ ومع الجهات ذات العلاقة بالوضع العام في اليمن ومع الجنوب ومجلسه الإنتقالي ..
فإن لم تتم تلك الخطوات والإجراءات وعلى نحو جاد وعملي؛ فسيكون لذلك تبعات وتداعيات خطيرة بسبب وصول الأوضاع إلى درجة لا تحتمل كما يعلم ذلك الجميع بكل تأكيد ؛ وأصبح الغضب في مزاج الناس من كل شيء ومن الجميع هو سيد الموقف؛ وبات موقفهم ينذر بتحول خطير وضار بقضيتهم الوطنية ومستقبلهم وعلى نحو غير مسبوق؛ (فالجوع كافر) والمعاناة تعمي الأبصار وتشوش الرؤية وتختلط فيها الألوان؛ ومعها تتوه الحقيقة وتتعاظم عوامل الإحباط وتزداد ضراوة الحرب الإعلامية والنفسية التي تستهدف الجنوب والجنوبيين؛ وتصبح الشائعات أكثر حضورا وتنظيما وتأثيرا؛ ويجعلها قادرة وبسهولة في ظل هذه الظروف على تأليب الجنوبيين ضد بعضهم؛ وبما يتيح للجهات المعادية للجنوب وقضيته من إشعال حرائق الفتنة المتنقلة وبأكثر من مكان؛ وبعناوين ومبررات وأسباب مختلفة؛ وتتولى هي تغذيتها وتمويل فاعليها وصب الزيت على نار التباينات والخلافات الجنوبية قديمها وجديدها !!
ولعل من بين تلك الخطوات والإجراءات المطلوبة والأكثر أهمية؛ هو تصحيح بعض الإختلالات داخل هيئات المجلس وبما قد يتطلبه ذلك من تغييرات جوهرية وإعادة هيكلة مدروسة ومنظمة ووفقا لمعايير وطنية ونضالية تستجيب لمتطلبات المرحلة؛ وتتناسب مع الأوضاع الراهنة والتي تختلف عما كانت عليه عند تأسيس المجلس وإعلان قوام هيئة الرئاسة حينها وغيرها من الهيئات والدوائر ؛ على أن يتم الأخذ بمسارات الحوار ونتائجه المرجوة بعين الإعتبار بالضرورة؛ وكمدخل مهم يمهد لمرحلة جديدة في العمل الوطني والسياسي الجنوبي ؛ وكذلك تصويب بعض السياسات المتبعة حتى الآن والتي أثبتت عدم قدرتها على تلبية متطلبات المتغيرات المتسارعة؛ والإسراع في تفعيل آليات الحوار داخليا وخارجيا وبما يضمن الوصول لحالة من الوفاق الوطني الجنوبي الشامل قدر الإمكان؛ ففي ذلك ضمانة حقيقية لتحصين جبهة الجنوب الداخلية وتقوية قدراته الكامنة في مواجهة كل التحديات والمخاطر الماثلة؛ وبغير ذلك فإن الأمور قد تذهب ربما نحو المجهول وهو ما لا نتمنى حدوثه بكل تأكيد !! ..