تقرير خاص لـ شبوة برس: عن تأريخ الصراع على الحدود بين شبوة ومأرب

2013-06-24 14:57
تقرير خاص لـ شبوة برس: عن تأريخ الصراع على الحدود بين شبوة ومأرب
شبوة برس- خاص عتق - بيحان - صنعاء

تعود قضية الخلافات على الحدود بين الشمال والجنوب في منطقة بلحارث الجنوبية وقبيلة آل أبو طهيف الشمالية في جانبها الرسمي والعسكري الى العام 1987 وما تلاه من أحداث وتوترات كادت أن تؤدي الى حرب بين الشمال والجنوب لطمع صنعاء للسيطرة على المنطقة ونفطها في ظل ضعف النظام الجنوبي بعد أحداث 13 يناير 1986 وضعف علاقات نظام عدن مع الاقليم وتراجع الدور السوفياتي في المنطقة والعالم , والوهن الذي أصاب الجيش الجنوبي بعد أحداث 1986م والذي جرع عساكر الشمال مرارة الهزيمة في حربي 1979 - 1972.

الأمر الذي أجبر الدولة الجنوبية على التنازل عن حق جنوبي أصيل وتوقيع وثيقة الاستثمار المشترك للمنطقة مع قدوم شركة توتال الفرنسية للتنقيب عن النفط والغاز في وادي بلحارث منطقة " جنة " التي ينتج منها حاليا النفط والغاز المصدر عبر ميناء بلحاف الجنوبي.

 

وفي إطار البناء على تلك الخلافات وظف الجانب الرسمي الشمالي القبيلة كرأس حربه في الأونة الأخيرة , كونه يحكم بها ويحكتم اليها وأصطنع متنفذي نظام صنعاء منذ عامين مشكلة عبيدة مع قبيلة بلحارث الجنوبية في إدعاء قبيلة عبيدة الشمالية بملكية أراضي بلحارث وحصلت معارك مع بلحارث ذهب نتيجتها سبعة قتلى من بلحارث " أصحاب الأرض" وعدد من الجرحى ضمن خديعة وكمين أسهم في وقوع بلحارث فيه بعض القادة العسكريين الشماليين في شبوة ومأرب .

وديار قبيلة عبيدة تقع في وادي مأرب أبراد ( وادي سبأ ) محافظة مأرب الشمالية .

 

ولنفس الأهداف البعيدة للسيطرة على أرض بلحارث وإن تحت مسمى القبيلة وتحت رايتها يسعى الشمال لتمليك قبائل الشمال المحادة للجنوب أراضي قبائل جنوبية كون مردود الأرض والثروة سيكون شمالي في النهاية في حالة ما تحقق للجنوبيين إستعادة كيانهم السيادي على ارضهم وقيام دولتهم .

مع التذكير والتشديد أن  كل حدود الجنوب التي تشمل أرض بلحارث منذ الغزو العثماني الأول لليمن وحكم الأمام يحي بن محمد حميد الدين العام 1918 وبعد الانقلاب العسكري في اليمن العام 1962  لم تكن هناك مطامع ولا مطالبات شمالية ولا سيادة شمالية على هذه الأرض الجنوبية الحارثية بل حتى لم تكن هناك إدعاءات بحق ولا أحلام بالتملك.

 

ومزيدا من توضيح لأهداف الشمال في الصراع وإن بدا صغيرا يتمثل جزء منه في حال فشل القبيلة المأربية في السيطرة على أرض جنوبية كسرت شوكتها وهيبتها فذلك أيضا يصب في صالح القبيلة الكبرى المتنفذة على القرار في صنعاء وبالتالي ستخف مشاغبات القبيلة المأربية على حقول النفط في مأرب وستخف أيضا الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية من مأرب الى صنعاء .

 

وللتعريف بالأوضاع  جنوبا حكمت القبائل الجنوبية أراضيها ومنها قبيلة بلحارث بعيدا عن هيمنة الأتراك في الشمال الى جانب السلطنات الجنوبية التي يمتد تاريخ معظمها الى أكثر من ثمانية قرون وما تلاه من الغزو التركي لصنعاء مرورا بحكم الأشراف لبيحان ووادي بلحارث ثم الحماية البريطانية على المحميات الجنوبية حتى نهاية العام 1967 وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم عدل مسماها الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولم تتطاول أو تتطلع حكومة صنعاء أو قبائلها الى أرض بلحارث الجنوبية أو غيرها من اراضي الجنوب .

 

بإستثناء غزوة الشيخ علي بن ناصر القردعي لمدينة شبوة القديمة عاصمة حضرموت التاريخية منتصف الثلاثينات من القرن الماضي بتكليف من الامام يحي بن محمد حميد الدين رحمه الله .

 

 ولم يكن سعي الامام جادا لضم صحراء شبوة المجدبة , بل كان هدفه الأساسي التخلص من شر ومشاغبات وتمرادت الشيخ القردعي المرادي ليقتل على أيدي قبائل المنطقة أو بنيران القوات البريطانية الحامية للمنطقة .

 

هذا العرض الموجز للخلاف الرسمي على هذه المنطقة الذي بدأ كما أوردنا أعلاه نهاية العام 1987م .

 

يستتبع ذلك تقديم لمحة عن التطلعات القبلية الشمالية على أراضي قبيلة بلحارث الجنوبية .

 

فبعد أن زجت مراكز النفوذ في صنعاء بقبيلة عبيدة منذ عامين لمنازعة قبيلة بلحارث على أرضهم وحصول مناوشات بين القبيلتين سقط على إثرها سبعة قتلى من قبيلة بلحارث وعدد من الجرحى .

 

دفعت مؤخرا نفس الجهات في صنعاء وتحديدا الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر واللواء على محسن الأحمر بقبيلة آل أبو طهيف للإدعاء بحقوق ملكية في أراضي قبيلة بلحارث .

 

وقد تدخلت عدة وساطات قبلية للفصل في النزاع بين القبيلتين وفقا للأعراف والسوالف القبيلة , غير أن قبيلة آل أبو طهيف تتنصل من أي مساعي للحل يتوصل اليها الوسطاء .

 

آخر الحلول التي كادت أن تصل بالقضية الى الحل الذي يحقن الدماء كانت بجهد شخصي للرئيس عبدربه منصور هادي والذي على علم بمثل هذه القضايا كعسكري جنوبي محترف وعلى اطلاع تام بمجريات القضية وما تعنيه السيطرة على هذه الأرض من بعد سياسي واقتصادي مهم بالنسبة للرجلين اي علي محسن وحميد الاحمر وما يقومان به من مناورات من خلال الزج بقبيلة شمالية في نزاع مع أصحاب الأرض .

 

فقد التقى الرئيس هادي في الأيام القليلة الماضية بعدد من مشائخ بلحارث وطلب تهدئة المشكلة وإعطائه مهلة أربعة أشهر للتوصل الى حلول تحفظ الدماء والحقوق , وقد وافق مشائخ بلحارث على مقترح الرئيس هادي ثقة منهم في حرصه على ايجاد حلول سلمية وثقة في معرفته واطلاعه على سائر تفاصيل وأبعاد وخطورة المشكلة .

 

بعد لقاء الرئيس هادي بمشائخ بلحارث إلتقى الرئيس بمشائخ آل أبو طهيف وحضر مع قبيلة آل أبوطهيف لقاء الرئيس هادي الشيخ حميد الأحمر وعند ما طلب الرئيس هادي  من الوفد الطهيفي نفس المطالب التي وافقت عليها قبيلة بلحارث وأبلغهم حرصه على حقن الدماء والوصول الى حلول سلمية وابلاغهم اعتزامه تشكيل لجنة خاصة يختارهم شخصيا وتعمل تحت اشرافه المباشر كان رد آل أبو طهيف صادما للرئيس هادي باعلانهم الرفض لوساطته وعزمهم على أخذ حقوقهم حسب ادعائهم بطرقهم الخاصة .

 

مصادر خاصة في رئاسة الجمهورية في صنعاء وفي أوساط سياسية وقبلية في صنعاء ومأرب تحدثت لـ شبوة برس - عن يقينها الراسخ بوقوف الشيخ حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر خلف الموقف المتعنت لقبيلة آل أبو طهيف وإفشال مسعى الرئيس هادي لمطامعهم الخاصة في ما تختزنه اراضي بلحارث من ثروات مستخرجة حاليا وما تختزنه من ثروات هائلة تنتظر الاستثمار .