ماذا كشف تحقيق استقصائي عن "بزنس النفط" في الجنوب واليمن؟

2021-10-07 06:54
ماذا كشف تحقيق استقصائي عن "بزنس النفط" في الجنوب واليمن؟
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

بينما كانت شركة النفط اليمنيّة الحكوميّة تتقدم بشكوى عند النائب العام ضد تاجر النفط توفيق عبد الرحيم بتهمة تخزين مادة البنزين والتسبب بأزمة في السوق المحليّة، كان تاجران آخران وهما أحمد صالح العيسي وحسين الحثيلي ينهيان معاملاتهم لتأسيس شركة أوف شور باسم (Red Sea Refinery Limited)،

 

يصف العيسي الذي عُيّن نائباً لمدير مكتب رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصاديّة بداية العام 2020، نفسه بأنه المؤهل لأن يكون الرئيس القادم لليمن، بينما يصفه منافسوه بـ”التمساح”، ونقلت تقارير إعلامية عن رئيس الحكومة اليمنيّة الحالية وصفه بـ”الفاسد”.

 

وثيقة رقم 1

بداياته كان مشرفاً على محطة وقود تعود لوالده في محافظة الحديدة، كانت هي اللبنة الأولى التي أوصلته بسرعة الصاروخ ليكون المحتكر الوحيد والمتحكم في الوقود الذي يصل إلى ميناء عدن بحسب صحيفة لوموند الفرنسيّة. وهو ما لم يكن لولا علاقته التي بدأت برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي عندما كان وزيراً للدفاع في التسعينيات.

فالعيسي وهادي ينتميان لمحافظة أبين الجنوبية، وتربطهم علاقة قويّة ساعدت في تأسيس أسطول لنقل الوقود.

التحقيق يستند إلى وثائق مسربة حصل عليها “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين”، وشاركها مع “أريج” وعدد كبير من الناشرين حول العالم، ضمن مشروع أطلق عليه أسم “أوراق باندورا”.

التسريبات التي يحقق فيها أكبر تعاون صحفي عابر للحدود في التاريخ، تضمّ ملايين الوثائق من مكاتب محاماة، حول الملاذات الضريبية، وتكشف عن الأصول والصفقات السرية والثروات الخفية لأثرياء – من بينهم أكثر من 130 مليارديراً – وأكثر من 30 من قادة العالم وعدد من الهاربين أو المدانين ومشاهير الرياضة وغيرهم، وكذلك قضاة ومسؤولو ضرائب وأجهزة مكافحة التجسس.

تكشف الوثائق أن العيسي أسس شركة أوف شور مع الحثيلي وشيخ في جزر العذراء البريطانيّة في السابع من أيار/مايو 2014. كان الغرض الأساسي منها هو الاستثمار والمشاركة في الشركات وفتح حساب بنكيّ.

“اتحدى أيّ شخص يثبت ذلك. منذ أول يوم من عملية عاصفة الحزم في مارس/آذار 2015، ليس لديّ أي نشاط تجاري في المحافظات الخاضعة للحوثيين أبدًا. تجارتي متوقفة إذ استولى الحوثيون على بعض الممتلكات مثل منازل وأراضي في صنعاء ومستشفى، كما أغلقوا مقر شركاتي ومصانعي وكليّة الشفاء الطبيّة في مدينة الحديدة. ما يوجد لديّ الآن هو عملي الخيري، ودفع رواتب الموظفين الباقين في منازلهم منذ 2015 حتى اليوم”، تصريحات للعيسي في آذار/مارس 2021 حول نشاطاته في شمال اليمن المسيطر عليها من قبل الحوثيين.

 

تابع الوثيقة رقم 1

هذه التصريحات تتنافى مع شراكته مع الحثيلي، والذي لا تزال أعماله مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ونقل النفط فيها مستمراً إلى الآن.

ففي الثامن والعشرين من تشرين الأوّل/أكتوبر 2015، أي بعد سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين على معظم محافظات الشمال، أرسل مدير شركة النفط اليمنيّة رسالة إلى القائم بأعمال وزير النفط يشكو من شركة الحثيلي التي تبيع النفط في السوق السوداء وباعت بسعر الدولار في السوق السوداء، واكتفت الشركة بحجز قاطرات النفط في منطقة الصباحة، حيث لا تملك الشركة أيّ صلاحيات في منطقة رأس عيسى في الحديدة التي يديرها العيسي، وفي هذه الفترة لم يكن الحوثي مسيطراً على رأس عيسى أو محافظة الحديدة.

*- شبوة برس ـ "أريـج"